Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

ومن البديهي أنه لا يمكن العيش بسلام ووئام إلا بالمحافظة على التوازن القائم بين الخواص والعوام. -أي الأثرياء والفقراء- وأساس هذا التوازن هو رحمة الأثرياء على الفقراء وإحسانهم إليهم، وإطاعة الفقراء واحترامهم للأثرياء. وقد الجأت الكلمة الأولى الخواص إلى الظلم والتحكم وفساد الأخلاق وقسوة القلب.. والجأت الكلمة الثانية العوام إلى البغض والحسد والمبارزة.. فانتزعت الرفاه والسعادة من أيدي البشر، وسببت المعارك بين العمل والرأسمال. وكانت نتيجة لذلك تلك الحوادث والاصطدامات الشهيرة التي وقعت في أوروبا. فالمدنية بكل جمعياتها الخيرية وقوانينها ونظمها الجبارة وتعاليمها لم يمكنها أن تصلح بين هاتين الطبقتين. وتداوي الجرحين الذين أصابا الحياة البشرية. ولكن القرآن الحكيم قطع عرق الكلمة الأولى بوجوب الزكاة، كما قطع عرق الكلمة الثانية وداواها بحرمة الربا.

نعم، إن الآيات القرآنية تقف على باب العالم، وتقول: ممنوع دخول الربا من هذا الباب!.. وتنادي قائلة: سدوا أيها الناس باب الربا حتى ينسد باب المصادمات والحروب. تأمر الناس بهذا، وتحذر المؤمنين بها من الدخول من ذلك الباب.

المسألة الثانية: إن المدنية لا تقبل تعدد الزوجات، وتؤمن بأن هذا ليس من الصواب، ومناف للحكمة والمصلحة البشرية.

نعم، لو كانت الغاية من الزواج هي قضاء الشهوة فقط لكانت الحكمة في أن يكون الأمر بالعكس. ولكن ثبت بشهادة الحيوانات وتصديق تلقيح النباتات أن الغاية من الزواج هو التناسل فقط.. وأن التلذذ الحاصل من قضاء الشهوة إن هو إلا أجرة قليلة منحتها الرحمة الإلهية إزاء تلك المهمة. فإذا كانت المرأة لا يمكن أن تلد في العام غير مرة

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat