Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

القبس الأول:

 الغيبيات التي أخبر بها عن الماضي. نعم، إن القرآن الحكيم المقروء على لسان أمي أمين -باتفاق الأعداء والأصدقاء- يذكر أحوال الأنبياء من لدن آدم إلى عصر السعادة ووقائعها الهامة ويخبر عنها بكل جد وقوة تحت إمضاء كتب أمثال التوراة والإنجيل. وقد وافق على النقط التي اتفقت عليها الكتب السالفة، وبين الواقع في المواضع التي اختلفت فيها.

ولأن نظر القرآن في الأحوال الماضية أكثر اتساعاً من نظر الكتب السالفة يصدقها في القضايا المتفق عليها، ويؤيدها، ويصحّح الأخطاء، ويفصل بينها في القضايا المختلف فيها. ومن المعلوم أن نقل وقائع الماضي وأحواله لا يستند إلى العقل حتى يبنى منقول عليه. وإنما هو متوقف على السمع، والنقل خاص بذوي القرائة والكتابة. مع أن كل أحد من الأصدقاء والأعداء يعلم أن القرآن إنما نزل على من ليس له قرائة ولا كتابة. نزل على من هو معروف بالأمانة والصدق، وموصوف بلقب الأمي. وحينما ينقل أحوال الماضي ووقائعه، ينقلها وكأنه يراها. فإنه ينقل من حادثة مسهبة عقدة حياتها، فيجعلها مقدمة لمقصده. فتلوح الفذلكات والخلاصات التي في القرآن أن الذي أتى بها، يرى الماضي بما فيه من جميع الأحوال والوقائع. فكما أن من كان متخصصاً في أي فن أو صنعة، إذا أتى بخلاصة ذلك الفن ونتيجة صنعته، أفادتا أن له مهارة وملكة، فكذلك الخلاصات الحياتية المذكورة في القرآن تفيد بأن الذي قالها يحيط بجميع الوقائع، وينقلها -لو جاز التعبير- بمهارة فائقة.

(القبس الثاني: النبوئات التي أخبر بها عن الاستقبال.. ولهذه النبوئات أنواع كثيرة، منها: ما هو خاص بأهل الكشف والولاية. مثلا أن محيي الدين العربي قد اكتشف غيبيات كثيرة من سورة ﴿الۤمۤ غُلِبَتِ الرُّومُ)  (الروم: 1-2)

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat