Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 الشجر الثمار والنار، ومن النبات الأرزاق والحبوب، ومن التراب الحبوب والنباتات، كذلك جعل لكم من الأرض مهداً ووضع فيه كل ما تحتاجون إليه من الأرزاق، وبنى الكون بما فيه من لوازم الحياة والمعاش. فأين المفر من هذا الخالق؟ وأنى يكون العدم والملاذ؟ لا يمكن أن تكونوا سدى؛ فتدخلوا القبر، وتناموا نومة الأبد في راحة.

ثم بعد ذلك يشير بكلمة؛ ﴿الشَّجَرِ اْلاَخْضَرِ﴾ إلى دليل ذلك المدعي، فيقول على سبيل الرمز: يا من ينكر الحشر! انظر إلى الأشجار فإنه تعالى يحيي الأشجار التي هي أشبه بالعظام في فصل الشتاء، يحييها في موسم الربيع ويخضرها، حتى أنه يعطي من الشجرة ثلاثة نماذج للحشر؛ الورق، والزهر، والثمر. فلا تتحدى قدرته بالإنكار والاستبعاد.

ثم بعد ذلك يشير إلى دليل آخر فيقول: الذي جعل لكم من الشجر الكثيف الثقيل، المظلم ناراً لطيفة خفيفة نورانية يمكن له أن ينمح الحياة التي هي كالنار والشعور الذي هو كالنور للعظام التي هي كالحطب، فلم ترونه بعيداً؟ ثم يأتي صراحة بدليل آخر فيقول: إن الذي يخلق النار من الشجر المشهور بسحق أحد غصنيه بالآخر. ذلك الشجر الذي هو في حكم عود الثقاب للبدو، ويجمع بين الضدين؛ الرطوبة، والحرارة. ويجعل الشجر مصدرا لهما، فيفيد بذلك أن كل شيء حتى العناصر الأصلية والطبائع الأساسية تنقاد لأمره وتستمد من قوته، وليس هناك -أي شيء القي حبله على غاربه يسير حسب طبعه- لا يستبعد منه أن يبعث الإنسان الذي خلق من تراب وعاد ترابا، ولا ينبغي أن يتحدى بالعصيان.

ثم بعد ذلك يذكر بكلمة ﴿الشَّجَرِ اْلاَخْضَرِ﴾ شجرة موسى -عليه السلام- فيهمس في آذاننا بأن هذه الدعوى الأحمدية -عليه الصلاة 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat