Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 فهذه الآية أظهرت الخفي، وأضمرت الظاهر، فأوجزت وأجملت في ايجازها.

الحق أن سلسلة البراهين في الآيات الكريمة التي تتكرر فيها كلمة؛ ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ﴾ خمس مرات، من قوله تعالى: ﴿فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ﴾ (الروم: 17) إلى قوله: ﴿وَلَهُ الْمَثَلُ اْلأَعْلَى في السَّمَوَاتِ وَاْلأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (الروم: 27) هي سلسلة جواهر، سلسلة نور، سلسلة إعجاز، سلسلة إيجاز إعجازي. يتمنى القلب أن أعلن الجواهر الكامنة في هذه الخزائن إلا أن المقام لا يتحمله.. لذلك لا أفتح الآن ذلك الباب.

وأيضاً بين كلمة: ﴿فَاَرْسِلُونِ﴾ وكلمة: ﴿يُوسُفُ﴾ في قوله تعالى: ﴿فَاَرْسِلُونِ يُوسُفُ اَيُّهَا الصِّدِّيقُ﴾ (يوسف: 41) هذه الجمل؛ «إلى يوسف، لأستعبر منه الرؤيا، فأرسلوه، فذهب إلى السجن، وقال» فأنت ترى قد أدمج خمس جمل في جملة واحدة دون أن يخل بوضوحها، أو أن يشكل فهمها.

وأيضاً مثلا: ﴿اَلَّذِى جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ اْلاَخْضَرِ نَارًا﴾ (يس: 80) إن القرآن الكريم يقول في جواب الإنسان الذي يتحدى بقوله: ﴿مَنْ يُحْيِى الْعِظَامَ وَهِىَ رَمِيمٌ﴾ يقول في جوابه: يحييها الذي أنشأها وأوجدها أول مرة.. فهو يعلم كل شيء، وكل وضع له. وإن الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً يمكن له أن يمنح الحياة للعظام البالية. فهذا الكلام ينظر من جهات شتى إلى دعوى الإحياء ويثبتها.

فأولاً يذكر في هذا الكلام سلسلة الإحسانات التي يفيضها على الإنسان ويثير شعوره ويذكره النعم. إلا أنه يقتصر في الكلام حيث بسطه في آيات أخرى ويحيله على العقل.. أي كما إنه منحكم من 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat