Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 نعم، إن للآيات القرآنية جامعية بحيث تكون دواء لكل داء، وإسعافاً لكل حاجة.. ولابد من أن يكون كذلك. فإن الرائد المطلق لأهل الكمال الذين يقطعون الدرجات والمراتب العالية لابد وأن يكون مالكاً لهذه المزية.

الضوء الثالث: هو إيجاز القرآن الكريم المعجز.. إن القرآن الكريم مرة يذكر من سلسلة طويلة أولها وآخرها بأسلوب بحيث يرى السلسلة بأكملها. ومرة يذكر الكلمة ويشير بها إلى دعوى مع كثير من براهينها، مثلا آية: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَاْلأَرْضِ وَاخْتِلاَفُ اَلْسِنتِكُمْ وَاَلْوَانِكُمْ﴾ (الروم: 22) تذكر مبدأ ومنتهى سلسلة خلق الكائنات التي تشكل سلسلة دلائل الوحدانية فقط. ولكنه يشف من تحتها تلك السلسلة الطويلة بأكملها.

نعم، إن الذي يشهد على وجود الصانع الحكيم في الدرجة الأولى من صحيفة العالم هو خلق السموات والأرض، ثم تزيين السموات بالنجوم والأرض بذوي الحياة. ثم تبدل المواسم والفصول بتسخير الشمس والقمر.. ثم اختلاف الليل والنهار وسلسلة الشؤن التي تعقب ذلك الاختلاف. ثم اختلاف وتمايز الألسنة والألوان التي هي أوسع ما انتشرت فيها الكثرة. فإذا كانت هذه الصور التي هي مظان الفوضى وتلاعب الأصداف بها بهذه الدرجة من النظام الحكيم، والنقش الذي نقشه قلم أكبر صانع، ذلك النظام الذي يحتار فيه العقول، فما بالك ببقية الصحف الظاهر انتظامها؟ فهي تشهد بنفسها لنفسها وترى نقاشها. وإذا كانت بصمات الصنعة والحكمة تترائى في خلق السموات والأرض، فمن البديهي أن أثر الصنعة والنقش في بقية أجزاء هذا الكون الذي جعل الصانع الحكيم السموات والأرض حجر الأساس له أظهر

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat