Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 فكما أن بنّاء إذا بني بيتين يمكن له أن يبحث عنهما ويخط لهما تخطيطا، ويجعل للأعمال المتعلقة بهما قائمة، فكذلك القرآن الكريم بيان يليق بمن خلق الكون ويدبره، ويجعل للأعمال المتعلقة به قائمة.. ويخط له خطة -إن صح التعبير- لا يرى فيه من أي جهة أثر التصنع والتكلف، لا يقلد أحداً ولا يتكلم باسم غيره تعالى.. ولا توجد أية أمارة خدعة تدل على أنه يفرض نفسه في مكانه تعالى ويتكلم باسمه. فكما أن ضوء النهار يقول: «أنا منبعث من الشمس» فكذلك القرآن بجده وصفائه وخلوصه ولمعانه يقول: «أنا بيان خالق العالم وكلامه»

نعم، بمن يليق هذا القرآن الذي ملأ الدنيا بالتقدير والحمد والثناء والشكر، وجعل الأرض مسجداً يذكر فيه اسم الله، ومعرضاً للآثار الإلهية غير الله الذي زين الدنيا بصنائعه الثمينة، وملأها بنعمه الشهية، وبث في وجه الأرض مخلوقاته العجيبة ونعمه القيمة، ورصفها وبسطها عليها.

بمن يليق هذا القرآن، ومن يمكن أن يكون صاحب هذا الكلام، ومن يدعي غيره تعالى أنه صاحبه!. هل يليق الضوء الذي يملأ الدنيا بشيء غير الشمس؟ وهل يمكن أن يكون نور هذا القرآن الذي حل طلسم الكون ونور العالم منبعثاً من غير شمس الازل؟ ومن يتجاسر على الإقدام على الإتيان بمثله وتقليده، والحق أن عدم تكلم الصانع الذي زين الدنيا بمصنوعاته مع الإنسان الذي يقدر مصنوعاته هذه محال. ومادام أنه يفعل ويعلم كل شيء فلابد من أن يتكلم. وإذا تكلم فمن البديهي أن اللائق بكلامه هو القرآن. إن مالك الملك الذي لا يمهل نظام زهرة من الزهور كيف يهمل هذا الكلام الذي يترنم بملكه ويشرحه؟ كيف يجعله مالاً للغير وينـزل به إلى درجة العدم؟

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat