﴿يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾ (الأنفال: 24) إلى أن السموات مع وسعها في قبضته المشار إليها بقوله: ﴿وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾ (الزمر: 67) وعن ما بحث عنه أمثال آية ﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَاَعْنَابٍ﴾ (يس: 34) من الحدائق والثمار إلى ما تفيده آية ﴿اِذَا زُلْزِلَتِ اْلاَرْضُ زِلْزَالَهَا﴾ (الزلزال: 1) من الحقيقة العجيبة.
وعما تشير إليه آية ﴿ثُمَّ اسْتَوَى اِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ﴾ (فصلت: 11) من وضع السماء الأولى إلى انشقاقها بالدخان وتساقط النجوم وتناثرها في الفضاء الهائل، وعن انفتاح باب الدنيا للامتحان إلى انسداده، وعن القبر أول منازل الآخرة والبرزخ والحشر والصراط إلى الجنة والسعادة الأبدية، وعما وقع في غابر الزمان وخلقه جسد آدم وقتل أحد ابني آدم الآخر إلى الطوفان، وغرق قوم فرعون إلى حوادث الأنبياء الهامة.
وعما تشير إليه آية: ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ﴾ (الأعراف: 172) من الحادثة الأزلية، وإلى ما تفيده آية: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ اِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ (القيامة: 22-23) من الواقعة الأبدية.. يعالج القرآن الكريم عامة الموضوعات الأساسية الهامة بأسلوب عال يليق بصاحب العزة والجلال الذي يدير الكون كله وكأنه بيت.. والدنيا والآخرة وكأنهما غرفتان، يفتح باب هذه ويسد باب الأخرى ويتصرف في الأرض وكأنها حديقة. والسماء وكأنها سقف زينت بالمصابيح، وينظر إلى صحيفتي الماضي والمستقبل وكأنهما الليل والنهار. وإلى الأزل والأبد اللذين هما كنقطتين لسلسلة الشئون اتصلت إحداهما بالأخرى وكأنهما أمس واليوم.