Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 بخيام البدو أعمدة عالية متحاذية، رفعت برؤسها حجاب الطبقة الترابية التي وضعت عليها، والتي تشكل مساكن كثير من المخلوقات. فيسجد للفاطر ذي الجلال الذي نصب هذه الجبال العظيمة كالخيام بكل سهولة على هذه الأرض يسجد بكل حيرة وعجب.

وحصة الجغرافي الأديب من هذا الكلام: هو أنه يتفكر أن الأرض سفينة تعوم في بحر محيط من الهواء أو الأثير، وأن الجبال هي أوتاد وأعمدة لتلك السفينة، بها تكون موازنتها، فيقول مخاطباً للقدير الذي جعل هذه الأرض سفينة منسقة وحملنا فيها وصار يطوف بنا في الآفاق: «سبحانك ما أعظم شأنك»

وحصة المتخصص في المدنية والهيئة الاجتماعية من هذا الكلام: هو أنه يفهم أن الأرض بيت، وأن عماد حياته هي حياة ذوي الحياة، وأن عماد هذه الحياة هي الماء والهواء والتراب، وأن عماد هذه هي الجبال، فإن الجبال هي مخزن الماء، ومشاطة الهواء ترسب الغازات الضارة وتنقي الهواء. وحامية التراب، تحميه من أن يعود منقعاً، ومن استيلاء البحار عليه وخزانة لسائر ما يحتاج إليه الإنسان. فيحمد الله الذي جعل هذه الجبال عماداً لبيت حياتنا، وخزانة لمعيشتنا، يحمده بكل تعظيم، ويثني عليه.

وحصة العالم الطبيعي من هذا الكلام: هو أنه يفهم أن الجبال هي العامل الذي يسبب هدوء الزلازل التي تحصل نتيجة الانقلابات والتغيرات التي تتولد في جوف الأرض، ويسبب استقرار الأرض في مدارها ومحورها وعدم خروجها من مدارها السنوي حين ظهور الزلازل. وأنه إنما يهدأ غضب الأرض، وتسكن حدتها بالأنفاس التي

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat