أم يتوهمون أن الغيب الذي لا يمكن أن ينـزاح حجابه لأحد غير الرسل الذين يتلقون الوحي عن الله تعالى ولا يمكن لأحد أن يدخله إلا بإذن منه لديهم ومفتوح أمامهم يتلقون المعلومات منه ويستنسخونها.
فلا تفتر عن سعيك بتكذيب هؤلاء المغرورين المرائيين الذين جاوزوا الحد. فإن حقائقك في عهد غير بعيد ستقلب رأس أحلامهم على عقب.
﴿اَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ﴾ أم يريدون أن يكيدوا الناس ويصرفوهم عن الإسلام والهداية بعد ما لم يوفقوا هم للدخول فيه. تارة يقولون: إنه كاهن، وتارة يقولون: إنه مجنون، وتارة يقولون: إنه ساحر. أيريدون أن يصدق الناس بما لم يصدقوه كالمنافقين الماكرين؟ فلا تأس من جحود هؤلاء ولا تفتر عن سعيك. بل لابد من أن تزداد إقبالا على ما وكل إليك، فإنهم لا يمكرون إلا بأنفسهم، وسيكونون هم الخاسرين. وأما نجاحهم في الشر فهو موقت واستدراج لهم ومكر بهم.
﴿اَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللهِ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ أم يتوهمون كالمجوس أن هناك إلهين؛ أحدهما خالق الخير، والآخر خالق الشر؟ أم يضيفون إلى مختلف الأسباب الألوهية، ويتخيلون أن لهم نقطة إستناد، كعباد الأسباب والأصنام الذين يتكلون على الآلهة غير الله. فلذلك يعارضونك ويستغنون عما جئت به؟. إذ قد تعاموا لا يرون هذا النظام التام والانسجام الجميل اللذين يترائيان في الكون كالشمس في رابعة النهار بسرّ ﴿لَوْ كَانَ فيِهِمَا آلِهَةٌ اِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتَا﴾ (الأنبياء: 22) مع أنه لو كان في قرية مديران، أو في مدينة واليان، أو في مملكة ملكان لفسد النظام ولوقع الهرج والمرج. وقد روعي في الكون من جناح البعوضة إلى