Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 فكذلك أن الخالق ذا الجلال أبدع جيوش ذوي الحياة وأسكن ذراتهم في طوابير الأجساد وبناها بأمر ﴿كُنْ فَيَكُونُ﴾ فهل يمكن أن يقال على صورة الاستبعاد: كيف يجمع بصيحة ذرات طابور الجسد وأجزائه الأصلية التي تعارفت من قبل بدخولها تحت النظام. إن بيان القرآن في صدد الإرشاد مؤثر ورقيق مؤنس وشفيق جداً، بحيث إنه يملأ الروح بالعشق، والقلب بالذوق، والعقل بالحسرة، والعين بالدمع.

 ومن ألوف الأمثلة هذا المثال: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِىَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ اَشَدُّ قَسْوَةً، وَاِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ اْلاَنْهَارُ، وَاِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ، وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ (البقرة: 74) يقول القرآن لبني اسرائل: -كما بين في تفسير الآية الثانية في المقام الأول من المقالة العشرين- إن الحجر الأصم قد ذرف دموع عيونه الاثنتي عشرة حينما ضربها موسى عليه السلام بعصاه التي هي معجزة، فما بالكم أمام جميع معجزاته لا تبالون بها، حيث إن عيونكم جامدة لا دموع فيها، وقلوبكم قاسية لا تلتهب. وبما أننا قد فصلنا هذا المعنى في تلك المقالة المذكورة، لا نطيل هنا في الكلام.

وانظر من بين ألوف الأمثلة لمقام الإفحام والإلزام إلى هذين المثالين:

المثال الأول:

 ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَائَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ (البقرة: 23) أي إن كان لكم ريب في هذا الأمر فادعوا ساداتكم ومن يواليكم ليعينوكم وينصروكم حتى تأتوا بسورة من مثله. 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat