Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 هذه الآية وجملها ومعانيها أسرار منتظمة وانجسام لو رأتها العين لقالت: ما شاء الله! ولو أدركها العقل لقال: بارك الله!

النقطة الخامسة: براعة البيان، أي تفوقه ومتانته وهيبته. فكما أن نظم القرآن جزيل ولفظه فصيح ومعناه بليغ واسلوبه بديع فكذلك بيانه بارع.

نعم، إن بيان القرآن قد أخذ أعلى مكان في محفل أقسام الكلام وطبقات الخطاب من الترغيب والترهيب والمدح والذم والإثبات والإرشاد والإفهام وغيرها، ومن الأمثلة اللامتناهية لمقام الترغيب والتشويق هذا المثال:

﴿هَلْ اَتَى عَلَى اْلاِنْسَانِ﴾[1] فكأنها ماء الكوثر في اللذة وعين السلسبيل في جريانها بسهولة ولين، وثمار الجنة في الحلاوة، ولباس الحور في اللطافة والأناقة.

ومن الأمثلة الكثيرة لمقام الترهيب والتهديد هذا المثال: ﴿هَلْ اَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ﴾ (الغاشية: 1) حيث إنها تؤثر تأثير الرصاص المغلي المذاب في صماخ أهل الضلالة، والنار التي تلذع أدمغتهم، والزقوم الذي يلهب أفواههم، وجهنم التي تصول على وجوههم، والضريع المرّ ذي الأشواك الهائلة في معدتهم.

نعم، إن تهديد من تكون النار مأمورة عذابه، تلك النار التي ﴿تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ﴾ (الملك: 8) وغضبه مدهش ترتعد منه الفرائص.

___________________________________________________

[1] - لقد لبس هذا الأسلوب من البيان ثوب فحوى تلك السورة.

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat