Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 البلاغة والفكر مكان عال، حينما ذهب إلى استماع القرآن من قبل المشركين، فقال بعدما رجع اليهم: «إن لهذا الكلام لحلاوة وإن عليه لطلاوة، لا يشبه كلام البشر. ثم قال: إني أعلم الشعراء والكهان، فهذا لا يشبه كلام أي منهما. فلم يبق لنا حيلة نخدع بها اتباعنا ونصدهم عنه إلا أن نقول: إنه سحر!»

فانظر كيف يحتار في فصاحة القرآن هذا العدو العنيد؟. ولو أوضحنا أسباب فصاحة الآيات القرآنية وجملها لطال الكلام. لذلك أوجزنا في القول، ولكننا نعرض السلاسة والفصاحة النابغة من وضع حروف هجاء هذه الآية ولمعة الإعجاز اللامعة فيها لتكون أنموذجاً:

﴿ثُمَّ اَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ﴾ (آل عمران: 154) الخ فهذه الآية جمعت جميع حروف الهجاء وأجناس الحروف الثقيلة، ولكنها مع ذلك لم تضع سلاستها. بل ضمت إليها الرونق والصفاء ونفحة الفصاحة من مختلف الأوتار.

وأمعن النظر في هذه اللمعة ذات الإعجاز، وهي أن (الألف) و(الياء) من حروف الهجاء بما أنهما أخف الحروف، وينقلب كل واحد منهما بالآخر، كأنهما أختان ذكر كل منهما واحداً وعشرين مرة. و(الميم) و(النون)[1]لأنهما أخوان، ووقوع كل منهما موقع الآخر ذكر كل منهما ثلاثاً وثلاثين مرة. و(ص) و(س) و(ش) بما أنهم إخوة في المخرج والصفة والصوت ذكر كل منها ثلاث مرات. و(ع) و(غ) مع أنهما أختان ذكرت (ع) ست مرات لخفتها، و(غ) ثلاث مرات لثقلها. ولأن (ط، ظ، ذ، ز) إخوة في المخرج والصفة والصوت ذكر كل منها مرتين

________________________________________________

[1] - والتنوين أيضاً نون

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat