Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 وقس على هذا سائر الكلمات الفرقانية. فهي بسيطة مألوفة ولكنها في الحقيقة مفتاح لكنوز المعاني اللطيفة.

ولعلو أسلوب القرآن في أغلب المواضع، ولماعته على هذا الطراز السابق كان بعض من العرب ذوي الفصاحة يشغف حباً بكلام القرآن ويسجد له قبل أن يؤمن به. كما أن بدوياً لما سمع كلام ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ﴾ (الحجر: 94) خرّ ساجداً، فقيل له: أأسلمت؟ قال: لا.. إلا أنني سجدت لبلاغة هذا الكلام.

النقطة الرابعة: الفصاحة الخارقة في لفظ القرآن. نعم، إن القرآن بليغ خارق من حيث أسلوبه ومعناه، فصيح سلس من حيث لفظه. والدليل القاطع على هذه الفصاحة هو عدم إيثار الملل والسآمة لتاليه والمستمع له. كما أن شهادة علماء فن المعاني والبيان برهان باهر عليها.

نعم، لو قرئ القرآن الكريم ألوف المرات لم يورث الملل والسآمة، بل يزيد في الحلاوة واللذة. ولا يصعب حتى على الصبي البسيط الحافظة فيحفظه بسهولة. ويجبئ حلوا في الأذن التي تتألم من سماع الكلام القليل. حتى كأنه الشراب في دماغ المحتضر الذي أوشك أن يفارق الأهل والأولاد، وهو في أذنه ودماغه أشبه بماء زمزم في فيه في اللذة.

والحكمة في ذلك أن القرآن قوت وغذاء للقلوب وقوة وغناء للعقول وماء وضياء للأرواح ودواء وشفاء للنفوس. ومثاله مثال الخبز، فنحن نغتذى كل يوم بالخبز ولا نمل منه مع تكرره ولكننا لو أكلنا كل يوم ألذ الفواكه وأطيب الثمار لملت منه نفوسنا.

نعم، لا يورث الملل والسآمة ويحفظ بشبابه وقوته، كما أنه يحتفظ بطراوته وحلاوته، وذلك لأنه الحق والحقيقة والصدق والهداية. وله فصاحة خارقة. حتى أقر بهذه الحقيقة أحد رؤساء قريش الذي له من 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat