Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 واستوت على الجودي تلك المأمورة الإلهية السفينة التي هي بمثابة الخيمة.. ورأى الظالمون عاقبة أمرهم خسراً.

فانظر إلى سماء هذا الأسلوب يقول: إن الأرض والسماء تستمعان الأمر وتمتثلانه كالجندي. فيشير هذا الأسلوب إلى أن الكون يحزن ويشتد غضباً بعصيان البشر، وتغضب الأرض والسماء بعدم امتثال الإنسان أمر ربهما. ويفيد بهذه الإشارة أنه لا يعصى أمر سلطان في قبضته الأرض والسماء، وهما رهن إشارته، ولا ينبغي أن يعصى فيردع الإنسان عن التجاوز من حدوده. فأنت كما ترى يبين القرآن بشكل موجز معجز ويجمل هذه الحادثة الكونية (الطوفان) وكل نتائجها وحقائقها في جمل قلائل.

ثم انظر إلى الأسلوب الذي تعرضه الكلمات من منافذها. مثلاً انظر إلى ﴿كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ﴾ في ﴿وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ﴾ (يس: 39) كيف تعرض أسلوباً لطيفاً. وذلك أن للقمر منـزلاً هو دائرة الثريا، حينما يكون القمر هلالاً فيه يشبه غصن النخيل القديم الأبيض، ويتخيل للسامع كأنه يوجد وراء نقاب السماء الأزرق شجرة، مزق غصنها النوراني الأبيض الدقيق الرأس ذلك النقاب، والثريا عنقود معلق في ذلك الغصن وسائر النجوم كأنها ثمار نورانية معلقة بشجرة الخلقة. ولا يخفى أن عرض الهلال بهذا الطراز لعين خيال أولئك الذين يقتاتون من أشجار النخيل معظم قوتهم في غاية الحسن واللّطافة وفي نهاية التناسق والعلو. فإن كان لك ذوق تدركه.

وأيضاً مثلاً، بكلمة ﴿تَجْرِى﴾ في ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا﴾ (يس: 38) تفتح نافذة لأسلوب عال، كما تبيّن في آخر المقال التاسع عشر، وذلك أن كلمة (تجرى) المعبرة عن دوران الشمس تذكر 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat