Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 وجعلنا الشمس سراجاً وهاجاً، وأجرينا الماء من هذه السحب التي هي أشبه بعين الحياة. ونخلق بسهولة وفي زمان يسير من الماء البسيط شتى الأشياء التي تحمل أرزاقكم من ذوات الزهور والثمار. فإذا يوم الفصل الذي هو يوم القيامة ينتظركم. وإتيانه ليس بعزيز علينا.

ثم بعد ذلك يشير إلى أن الجبال يوم القيامة ستتناثر كالعهن المنفوش. ويتشقق السماء، فيبرهن بذلك بأسلوب خفي على وجود النار وأنها مهيأة للعصاة. وعلى وجود الجنة وأنها في انتظار المتقين.

فكأنه يقول: إذا كان الله تعالى يفعل هذه الأفعال في الأرض والجبال بمرئى منكم، فلا يعز عليه أن يأتي يوم القيامة بما يشبهها فالجبال المذكورة في أوائل السورة تنظر إلى الجبال يوم القيامة. والجنات المذكورة في آخرها تنظر إلى حدائق الجنات وبساتينها. وقس سائر النقط على هاتين النقطتين حتى تعرف وتدرك مدى لطافة أسلوبه وعلو شأنه.

وأيضاً مثلاً: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِى الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ﴾ (آل عمران: 26) إلخ. تبين هذه الآيات بأسلوب عال الشئون الإلهية في اختلاف الليل والنهار والتصرفات الربانية في الفصول، والإجراآت الربانية في حياة ما على وجه الأرض ومماته. والحشر والنشر الواقعين في الدنيا. يبين هذه لأولي الألباب والعقول بأسلوب عال ويسخرها. ولظهور هذا الأسلوب اللامع الواسع لا نفتح باب الخزينة.

وأيضاً مثلاً: ﴿اِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ، وَاَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ، وَاِذَا اْلأَرْضُ مُدَّتْ، وَاَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ، وَاَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ﴾ (الانشقاق: 1-5) تبين هذه الآيات درجة انقياد الأرض والسماء وامتثالهما لأمر المولى جلّ وعلا بأسلوب عال. فكما أن القائد العام إذا 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat