Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 والشاهد على هذا (إشارات الإعجاز) فهو من أوله إلى آخره يشرح جزالة هذا النظم.

 النقطة الثانية: البلاغة الخارقة في المعنى، انظر إلى هذا المثال الذي بين في المقال الثالث عشر ﴿سَبَّحَ ِللهِ مَا في السَّمٰوَاتِ وَاْلاَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (الحديد: 1) فإنك إن أردت أن تذوق البلاغة المعنوية لهذه الآية فعد نفسك في صحراء البدو، وفي عصر الجاهلية قبل نزول نور القرآن، العصر الذي كان كل شيئ فيه مستوراً بظلمات الجهل والغفلة والطبيعة، متدثراً بدثار الجمود والصلابة. ثم استمع هذه الآيات المتلوة بلسان القرآن السماوي: ﴿سَبَّحَ ِللهِ مَا في السَّمٰوَاتِ وَاْلاَرْضِ﴾ و ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمٰوَاتُ السَّبْعُ وَاْلاَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ﴾ (الإسراء: 44) فترى هذا الكون الميت أو النائم كيف تدب فيه الروح أو يستيقظ ويقوم ويذكر الله ويثني عليه بصيحة (سبح) و(يسبح) وترى كأن السماء الحالكة المزينة بمصابيح النجوم فم، والنجوم كلمات حكم لامعة. وكرة الأرض رأس، وكلاً من البحر والبر لسان، والخيوانات والنباتات كلمات تسبيح.

وانظر أيضاً إلى هذا المثال الذي أثبت في المقال الخامس عشر، واستمع إلى ما تقول هذه الآيات: ﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَاْلاِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ اَقْطَارِ السَّمٰوَاتِ وَاْلاَرْضِ فَانْفُذُوا لاَ تَنْفُذُونَ اِلاَّ بِسُلْطَانٍ. فَبِاَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ. يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٍ فَلاَ تَنْتَصِرَانِ. فَبِاَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ (الرحمن: 33-36) ﴿وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ﴾ (الملك: 5) تقول هذه الآيات: يا أيها الإنس والجن المغروران المتمردان 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat