Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 فهذه الجملة الوجيزة كما تجود بشروط الصدقة تجود بتوسيع إطار الصدقة وتتصدق بها على العقل وتحس بها بهيئتها. وكما أننا نجد نظماً كثيرة في هذه الجملة، كذلك؛ نجد للكلمات بعضها مع بعض دائرة انتظام واسعة. كما أن للكلام والجمل القرآنية أيضاً دوائر كذلك. ففي صورة الاخلاص مثلاً ست جمل؛ ثلاث منها مثبتة، وثلاث منها منفية تدمر ستة أنواع من الشرك، كما تثبت ست مراتب للتوحيد. وكما تكون كل جملة من هذه الجمل دليلاً لأخواتها تكون نتيحةً لها، حيث إن لكل منها معنيين تكون باعتبار أحدهما نتيجة وباعتبار الآخر دليلاً. فكأن سورة الاخلاص تضمنت ثلاثين سورة مثلها.. ثلاثين سورة منتظمة ومركبة من الدلائل التي يثبت بعضها بالبعض.

مثلاً: ﴿قُلْ هُوَ اللهُ﴾ لأنه أحد، لأنه صمد، لأنه لم يلد، لأنه لم يولد، لأنه لم يكن له كفواً أحد. وكذلك ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا اَحَدٌ﴾ لأنه لم يلد، لأنه صمد، لأنه أحد. وكذلك ﴿هُوَ اللهُ﴾ فهو أحد، فهو صمد، فإذاً لم يلد، فإذاً لم يولد، فإذاً لم يكن له كفواً أحد. وقس على هذا...

وأيضاً مثلاً: ﴿اَلۤمۤ، ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ (البقرة: 1-2) لكل من هذه الجمل الأربع معنيان؛ تكون كل جملة منها باعتبار أحدهما دليلاً للجمل الآخر، وبالاعتبار الآخر نتيجةً. فيحصل من هذا نقش نظم الإعجاز من ستة عشر خطوطاً متناسقة. وقد بين ذلك في كتاب (إشارات الإعجاز) بأسلوب يشكل نقش نظم الإعجاز. وقد بين في المقال الثالث عشر أنه يكون لكل آية في أكثر الآيات القرآنية عين تنظر إلى كل من أكثر الآيات القرآنية، ووجه يتوجه إليها. وتمد خطوط المناسبة بينها وبين معظمها بما لها من شتى الجهات. فينتج نقش الإعجاز

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat