Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 والشفقة المستفادة من كلمة (الرَّبِّ) التي أتت بدل القهار أو الجبار أو المنتقم، كيف تشير إليها. فكأن هذه الآية تقول: هذا العذاب الجزئي الذي صورته هذه الجملة إذا كان بهذه المنـزلة من العذاب فكيف بالعقاب الإلهي.

فانظر إلى كلمات هذه الجملة وهيئاتها كيف تتضافر وتتعاون، وكيف يؤيد كل منها بلسانه المقصد الأصلي.

المثال الثاني: ﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ (البقرة: 3) تشير كلمات هذه الجملة وهيأتها إلى شروط قبول الصدقة الخمس.

الشرط الأول: المستفاد من (من) التبعيضية، أن لا يبسط المتصدق يده كل البسط حتى يحتاج إلى الصدقة فيقعد ملوما.

الشرط الثاني: المستفاد من (رزقناهم) أن لا يأخذ من (زيد) ويتصدق على (عمرو) بل يجب أن يكون من ماله. أي (أعطوا مما رزقناكم).

الشرط الثالث: عدم المنّ. وهذا الشرط مستفاد من (نا) في (رزقناهم) أي أنا الرازق فلا تمنوا بما تعطوا من مالي لعبدي.

الشرط الرابع: المستفاد من (ينفقون) أن يعطي المتصدق صدقته من يضعها في نفقته وحاجاته الضرورية. لا لمن يضعها في محرم وملهى، وإلا فهي غير مقبولة.

الشرط الخامس: أن يكون التصدق باسم الله، ويفيد هذا الشرط (رزقناهم) أيضا. أي أن المال مالي فأعطوا منه باسمي. وهذه الجملة كما تفيد هذه الشروط توسع إطار الصدقة. وذلك حسب ما تشير اليه كلمة (ما) أي كما أن الصدقة تكون بالمال، تكون بالعلم وبالقول وبالفعل وبالنصيحة. 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat