Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 الفصاحة المرموقة، وكان للبليغ مكانة سامية في ذلك الزمان، فكانت نار الحرب تشتعل أو تنطفئ بمجرد كلمة تخرج من فمه، حتى إنهم كانوا قد كتبوا المعلقات السبعة التي قالها سبعة من أدبائهم بالذهب، وعلقوها بحائط الكعبة مفتخرين بها.

فنـزل القرآن الكريم في مثل هذا الزمان، فكما كان السحر في عهد موسى عليه السلام والطب في عهد عيسى عليه السلام أكثر رواجاً من كل شيء، كذلك كانت الفصاحة والبلاغة في عهد محمد عليه الصلاة والسلام أكثر رواجاً من كل ما عداه، فكانت المعجزة في كل عهد من الجنس الرائج فيه.

فتحدى بلغاء العرب أن يأتوا ولو بأقصر سورة من مثل القرآن قائلا: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ﴾ (البقرة: 23) ويقول أيضاً إن لم تؤمنوا فستدخلون جهنم داخرين ضارباً أعصاب رجولتهم محطماً كبريائهم وعتوهم مستخفاً بعقولهم المتكبرة، يصدر عليهم الحكم بالإعدام الدنيوي أولا، ثم يتبعه بالحكم عليهم بالإعدام الأبدي في جهنم، يقول لهم القرآن: ناظروني وإلا فستكونوا أنتم وأموالكم ضحية المصارعة الدامية.. فلو كانت المناظرة من مقدروات هؤلاء لما اختاروا سبيل المهالك والمشقات -سبيل المحاربة- مع امكان الخروج من المأزق بسهولة، وهو إبطال دعوى القرآن بإتيان سطر أو سطرين من مثله. نعم، لو أمكنت المناظرة لما ترك هؤلاء الأذكياء الذين تصرفوا زماناً في امور العالم بسياستهم الرشيدة، هذا السبيل القصير والبعيد من كل صعوبة، واختاروا المهالك والمشقات، وسلكوا السبيل الذي يفقدون فيه كل شيء من أموالهم وأنفسهم. 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat