Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 وقد أحال ذلك السائح إثبات وجه إعجاز القرآن وكونه كلام الله حقاً إلى رسائل النور. إلا أنه أطال النظر إلى هذه النقط الست التي تفيد باختصارها عظمة القرآن الحكيم.

النقطة الأولى: إن القرآن بكل معجزاته وحقائقه التي تدل على أنه حق ومعجزة لمحمد عليه الصلاة والسلام كما أن محمدا عليه الصلاة والسلام بكل معجزاته ودلائل نبوته وكمالاته العلمية معجزة للقرآن وحجة قاطعة على أن القرآن كلام الله.

النقطة الثانية: إن القرآن الحكيم غيّر وجه الحياة الاجتماعية وملأها نوراً وسعادةً. وأتى بانقلاب بدّل نفوس البشر وقلوبهم وأرواحهم وعقولهم. كما بدّل الحياة الشخصية والحياة الاجتماعية والحياة السياسية. ولا زال قائماً يسير على دربه. ومنذ أربعة عشر قرناً لا يزال تقرأ آياته التي تبلغ ستة آلآف وستمائة وستة وستين آية أكثر من مائة مليون نسمة.

يقرئها بكل احترام وتبجيل. ويربيهم ويزكي نفوسهم ويصفي قلوبهم. ويمنح الأرواح سمواً ورقياً، والعقول استقامةً ونوراً. كما يمنح الحياة حياةً وسعادةً. فلا شك أنه لا مثيل لهذا الكتاب، وهو خارق للعادة ومعجزة.

النقطة الثالثة: إن القرآن منذ ذلك العصر إلى زماننا هذا أتى ببلاغة لم يرى لها مثيل. حتى إنه حط من قيمة قصائد (المعلقات السبعة) التي كتبت بالذهب، وعلقت بحائط الكعبة والتي كتبها أشهر الأدباء. حتى إن بنت لبيد أخذت قصيدة أبيها وأنزلتها من حائط الكعبة وقالت: «لم يبق لها أي قيمة أمام القرآن» وإن الأديب البدوي حيمنا سمع آية: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ﴾ (الحجر: 94) تتلى خر ساجداً فقالوا له: أأسلمت؟ قال: لا، إلا أنني سجدت لبلاغة هذه الآية. 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat