خاتمة
قد بحثنا عن لمعتين من لمعات الإعجاز في الرشحة الرابعة من المقالة التاسعة عشر وهما الأحكام المكررة في القرآن، والإجمال في مضمار العلوم الكونية اللذان يظن بعض الناس أنهما من أسباب النقص والقصور. ولكن هذا الظن خاطئ، فكل منهما منبع الإعجاز. كما أوضحنا في المقام الثاني من المقالة العشرين المعجزات التي تتلألأ لمعة إعجازها على صفحات القرآن. ويوجد أمثال هذه اللمعات في سائر المقالات وفي رسالتي العربية. فنكتفي بها. إلا أنني أريد أن أذكر هذه المعجزة القرآنية أيضاً وهي أنه كما إن معجزات الأنبياء بمجموعتها ترى نقشاً من نقوش إعجاز القرآن، كذلك إن القرآن بجميع معجزاتها معجزة أحمدية. وإن المعجزات الأحمدية بمجموعتها معجزة قرآنية. وهي بذلك تشير إلى النسبة بين القرآن وبين الله تعالى. وبظهور تلك النسبة يكون كل كلمة من كلمات القرآن معجزة، حيث إن كلمة واحدة آنذاك تكون بمثابة بذرة تحوي في طياتها شجرة الحقائق. وتكون أشبه بالقلب لها ارتباط بجميع أعضاء الحقيقة العظمى. ويمكن أن تنظر -من حيث إنها تستند إلى علم محيط وإرادة لا نهاية لها بحروفها وهيئتها ووضعها ومكانها- إلى أشياء لا حد لها. ومن هنا يدعى علماء علم الحروف أنهم استخرجوا من حرف من القرآن أسراراً كثيرة ويثبتون دعواهم لأهل ذلك الفن.
والآن نذكر ما مضى في هذه الرسالة من أولها إلى هنا من تلك الشعلات والشعاعات، واللمعات، والأنوار، والأضواء. وننظر بمنظارها إلى نتيجة الدعوى المذكورة في أول الرسالة وهي