Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 ويحتاج لأن يرى لونها الحقيقي إلى تأويلات وتكلفات. حتى إنه يضطر في بعض الأحيان إلى الإنكار والنفي.. والذي يطالع كتب الحكماء الإشراقيين، وكتب الصوفية الذين يعتمدون على كشفياتهم ومشاهداتهم ولا يزنونها بموازين السنة يصدق ما قلناه بلا شك.

وخلاصة القول؛ أنهم وإن أخذوا تلك الحقائق من القرآن وتلقوها من دروسه فإنها تبدو هكذا ناقصة غير وافية، حيث إنها ليست القرآن نفسها. فإن القرآن الذي هو بحر الحقائق، آياته أيضاً غواصة في كنـز ذلك البحر، إلا أن عيون الآيات مفتوحة تحيط بذلك الكنـز، وترى ما فيه، فتصفه بكل اتساق وانتظام وانسجام، بحيث تظهر ما فيه من حسن حقيقي وجمال خلاب.

وإليك بعض الأمثلة: منها قوله تعالى: ﴿وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَمَةِ وَالسَّمٰوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾ (الزمر: 67) ﴿يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ﴾ (الأنبياء: 104) ترى هذه الآيات ما تفيده من عظمة الربوبية.. كما ترى هذه الآيات: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي اْلأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ﴾ (آل عمران: 6) ﴿مَا مِنْ دَآبَّةٍ فِي اْلأَرْضِ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا﴾ (هود: 56) ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لاَ تَحْمِلُ رِزْقَهَا اَللهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ﴾ (العنكبوت: 60) شمول الرحمة الإلهية وتريه.. وترى هذه الآية: ﴿خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَاْلأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ﴾ (الأنعام: 1) دائرة الخلق الواسعة وتريها.. وترى آية: ﴿خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ (الصافات: 96) تصرفاته تعالى الشاملة وربوبيته المحيطة وتريها.. وتفيد هذه الآية: ﴿يُحْيِى اْلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾ (الروم: 50) حقيقة الإحياء العظيمة.. وآية: ﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ﴾ (النحل: 68) 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat