Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 ) ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللهُ﴾ (الزمر: 68) أوهام بقاء الدنيا وخلودها. وتبدد بصيحة أمثال هذه الآيات التي هي أشبه بصيحة الرعد: ﴿يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ (الحديد: 4) ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ للهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ (النمل: 93) الغفلة التي نتج منها الإيمان بالطبيعة.

فآيات القرآن التي تنظر إلى الكون من أولها إلى آخرها تذهب على هذا الأسلوب فتكشف عن وجه حقيقة الدنيا وتريها كما هي. ترى وجه هذه الدنيا القبيح بقدر ما هو قبيح وتلفت أنظار الناس عنها كما ترى وجهها الحسن الذي ينظر إلى الصانع ويجعل البشر بحيث لا يقطع نظره عنها، وتلقن درس الحكمة وتعلم معاني كتاب الكون. ولا تنظر إلى حروف الكون ونقوشه إلا يسيراً. ولا تكون عاشقة للقبح، وتنسى المعنى، وتذهب بأوقات الناس فيما لا يعنى من النقوش والحروف.

الضوء الثالث: لقد أشرنا في الضوء الثاني إلى سقوط الحكمة البشرية وانهزامها أمام الحكمة القرآية. كما أشرنا فيه إلى إعجاز الحكمة القرآنية. ونبين في هذا الضوء درجة حكمة تلامذة القرآن الأصفياء والأولياء والمنورين من الحكماء الإشراقيين تجاه حكمة القرآن، فنشير من هذه الناحية إلى إعجاز القرآن إشارة قصيرة. وهي أن الدليل الصادق على سمو القرآن الحكيم، والبرهان الظاهر على كونه حقاً، والحجة الباهرة على إعجازه هو أنه قد جمع جميع مراتب أنواع التوحيد مع لوازمه وبينها ولم يخل باتزانها. وأتى بجميع الأحكام التي تقتضيها الأسماء الحسنى

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat