Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 الكون وشجرة الخلقة. حتى إن المحققين اضطروا لأن يقولوا في آخر الأمر في صدد هذا التصوير: «ما شاء الله، بارك الله فيك، أنت الذي فتحت طلسم الكون ومعمى الخلقة. أيها القرآن الكريم!»

نعم، إن القرآن يبين الأسماء والصفات الإلهية والشؤن والأفعال الربانية التي هي أشبه بشجرة نيرة ممتدة من الأزل إلى الأبد يحيط حدود كبريائها بالفضاء المطلق الغير المتناهي، وتمتد دائرة اجراآتها من قلب الإنسان والحب والنوى إلى الأرض والسموات. بقوله تعالى: ﴿يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾ (الأنفال: 24) ﴿فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى﴾ (الأنعام: 95) ﴿وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾ (الزمر: 67) ﴿خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾ (هود: 7) يبين تلك الحقيقة النيرة مع أغصانها وفروعها وعاياتها وثمارها باسلوب لطيف مناسب يليق بعضه البعض، بعيد عن التناقض والتنابذ والتنافر. ويكشف النقاب عن حقائق تلك الأسماء والصفات والشؤن والأفعال، بحيث إن أهل الكشف والحقيقة وذوي المعرفة والحكمة الذين يجولون في دائرة الملكوت يقولون أمام هذه البيانات القرآنية: «سبحان الله ما أصوب هذا القول، وما أحسن تطابقه، وما أجمله وما أليقه؟.»

وإليك هذا المثال: إن القرآن الكريم يصور أركان الإيمان الستة التي تنظر إلى دائرة الإمكان والوجوب، والتي هي بمثابة غصن من أغصان تلك الشجرة، كما يصور ثمار تلك الأركان وزهورها وما بينها من التناسب والتوازن والأواصر، يصورها بأسلوب حسن خلاب، بحيث يبقى العقل البشري عاجزاً عن إدراكه حائراً أمام جماله. كما أنه صور أركان الإسلام الخمسة التي هي بمثابة فرع من غصن الإيمان، وما بينها من التوازن التام والتناسب اللطيف، وآدابها وحكمها وثمارها الظاهرة والخفية

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat