Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 ، والتي تتضمن العلم والقدرة والإرادة.. أين هذا الخطاب الأزلي من ألفاظ الإنسان الهوائية والعاطفية. إن القرآن هو بمثابة شجرة طوبا تنشر المعاني الإسلامية وشعائرها وكمالاتها ودساتيرها وأحكامها في صورة الأوراق، وتقوى وتروي بمائها زهور الأصفياء والأولياء فيثمر الكمالات والحقائق الكونية والإلهية وتصبح كل نواة من نوايا تلك الثمار دستور عمل ومنهج حياة.

نعم، أين الحقائق المتسلسلة التي يطالعنا بها القرآن من كلام البشر المعهود؟ أين الثرى من الثريا؟

إن القرآن الحكيم منذ ألف وثلثمائة سنة مازال ينشر حقائقه في سوق الكون ويعرضها على الملأ، وقد اشترت جميع الأمم والنحل من هذه الجواهر والحقائق، وما زالت تشتري، ولكن الغريب كل الغريب هو أن هذه الألفة والابتذال، ومرور الزمان والتبدلات لم تمس بكرامة حقائقها القيمة وأساليبها اللطيفة، ولم تشيبها، ولم تجفف من طراوتها ولم تزل بقيمتها وحسنها. وهذا وحده يشكل إعجازاً مستقلاً.

فإذا برز أحد للميدان، ونظم حسب أهوائه بعضاً من تلك الأحكام التي أتى بها القرآن الحكيم، وقاس بين الآيات القرآنية وبين ما أتى به من النظم، وقال: إني قلت كلاما يشبه القرآن، فلا شك أن كلامه هذا، كلام فيه الحماقة والسخف، وقصته تشبه هذه القصة: وهو أن بنّاء شيد قصراً من مختلف الأحجار الثمينة، وزين عامة تلك الأحجار حسب أوضاعها المختلفة بمختلف النقوش الموزونة. ثم قام أحد ممن يقصر فهمه عن إدراك تلك النقوش العالية من البناة العاديين فدخل ذلك القصر وصار يبدل نقوش تلك الأحجار وأوضاعها، ويجعل لها نظاماً حسب ما يهواه كنظام أحد القصور العادية، وينوط بها ما يعجب 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat