الثالث: هي قصة أمعز مرضعة النبي r حليمة السعدية تلك القصة الشهيرة وذلك أنه كان في تلك السنة قحط أصاب أرض قومها فكانت الأغنام عجافة جافّة الضروع لم ترع حتى الشبع. فلما أرسل النبي r إلى حليمة السعدية صارت أغنامها تأتي من المرعى وقد رعت كثيراً ودرّ لبنها. وغنم قومها على خلاف ذلك، وما ذلك إلا ببركته r.[1]
وفي كتب السير أمثلة كثيرة غير ذلك. ولكن تكفي هذه الأمثلة المتقدمة لصددنا...
المثال التاسع: الخوارق التي ظهرت عند مسح رؤوس بعض الناس ووجوههم بيده ودعائه لهم. ولها أمثلة كثيرة. ونذكر منها على سبيل المثال عدّة أمثلةٍ مشهورة:
الأول: انه r مسح على رأس عمير بن سعد وبرك فمات، وهو ابن ثمانين سنة فما شاب.[2]
الثاني: انه r مسح على رأس قيس بن زيد ودعا له، فمات وهو ابن مائة سنة ورأسه أبيض وموضع كف النبي r وما مرت يده عليه من شعره أسود.[3]
الثالث: ان عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب كان رجلاً صغير القامة دميماً. فمسح r بيده رأسه ودعا له بالبركة ففرع الرجال طولاً وتماماً.[4]
___________________
[1] - ابن هشام، السيرة: 1/163 ، ابن كثير، البداية والنهاية: 2/283-284[2] - القاضي عياض، الشفاء: 1/290 ، علي القارئ، شرح الشفاء: 1/673[3] - القاضي عياض، الشفاء: 1/290 ، علي القارئ، شرح الشفاء: 1/674[4] - ابن الأثير، أسد الغابة: 3/450 ، القاضي عياض: الشفاء: 1/291