الثاني: ثبت بالحديث المشهور القريب من المتواتر وبما ترمز إليه الآية الكريمة أنه اجتمع رؤساء قريش وعاملوا النبي r معاملة سيئة بينما كان r يصلي في المسجد الحرام في أول أيام الإسلام فدعا عليهم. يقول ابن مسعود t: فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر.[1]
الثالث: دعا النبي r على مضر بالسنين بما كذبته فاقحطوا حتى استعطفته قريش فدعا لهم فسقوا.[2] وهذه الواقعة مشهورة قريبة من المتواتر.
المثال الخامس: هو استجابة دعاء النبي r الذي دعا به على رجال معينين ولهذا أمثلة كثيرة ونذكر على سبيل المثال ثلاثة أمثلة:
الأول: انه r دعا على عتبة بن أبي لهب فقال: «اللهم سلط عليه كلباً من كلابك» ثم بعد ذلك سافر عتبة فجاء أسد يبحث عنه فأخذه من بين القافلة وأكله.[3] وهذه الحادثة مشهورة نقلها أئمة الحديث وصححوها.
الثاني: ان محلم ابن جثامة قتل عامر ابن الأخبط الذي بعثه النبي r على رأس سرية غدراً وكان محلم في معيته فلما جاء الخبر الى النبي r غضب وقال: «اللهم لا تغفر لمحلم» فمات لسبع فلفظته الأرض ثم وورى فلفظته مرات فألقوه بين ضدين ورضموا عليه بالحجارة.[4]
_____________________
[1] - صحيح البخاري، صلاة: 109 ، مناقب الأنصار: 45 ، صحيح مسلم، جهاد: 107 ، المسند: 1/ 417[2] - صحيح البخاري، استسقاء: 2 ، صحيح مسلم، صفات المنافقين: 39 ، القاضي عياض، الشفاء: 1/286[3] - البيهقي، دلائل النبوة: 2/338 ، الحاكم، المستدرك: 5/239[4] - أبو داود، ديات: 3 ، المسند: 5/112 ، البيهقي، دلائل النبوة: 4/305-308