«اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل»[1] فاستجيب دعائه بحيث إنه لقب بلقب (ترجمان القرآن) و (حبر الأمّة) وكان عمر t يأذن لابن العباس مع حداثة سنه أن يجلس في مجلس العلماء وأكابر الصحابة.[2]
وقد روى البخاري وغيره من أهل الكتب الصحيحة أن أم أنس t طلبت من النبي r أن يدعو له فقالت: يا رسول الله خادمك أنس ادع الله له، فدعا له وقال: «اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته»[3] وكان أنس في آخر حياته يقول: والله إن مالي لكثير وما أعلم أحداً أصاب من رخاء العيش ما أصبت، ولقد دفنت بيدي هاتين مائة من ولدي. وكان كل ذلك ببركة دعاء النبي r.[4]
وروى الإمام البيهقي وغيره من أئمة الحديث أنه r دعا لعبد الرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرة بكثرة المال والبركة فأصاب مالاً وفيراً ببركة ذلك الدعاء حتى إنه تصدق مرة فيها سبعمائة بعير مع ما تحمل.[5] فانظروا إلى بركة هذا الدعاء وقولوا: بارك الله!
وروى البخاري وغيره أنه r دعا لعروة ابن أبي الجعد في ربح تجارة فقال: لقد كنت أقوم في سوق كوفة، فما ارجع حتى أربح أربعين ألفاً. وقال البخاري في حديثه فكان لو اشترى التراب لربح فيه.[6]
_____________
[1] - انظر صحيح البخاري، وضوء ، مسلم، فضائل الصحابة: 138 ، المسند: 1/266[2] - المسند: 1/338 ، الحاكم، المستدرك: 3/535 ، علي القارئ، شرح الشفاء: 1/661[3] - صحيح البخاري، دعوات: 19 ، مسلم، فضائل الصحابة: 141[4] - ابن الأثير، أسد الغابة: 1/152 ، علي القارئ، شرح الشفاء: 1/658[5] - صحيح مسلم، نكاح: 79 ، الترمذي، نكاح: 10 ، البيهقي، دلائل النبوة: 6/218[6] - صحيح البخاري، مناقب: 28 ، أبو داود، بيوع: 28 ، ابن ماجه، صدقات: 7