يليق بهذا البحث أن يكتب بالذهب والألماس

نعم، كما مضى البحث آنفاً؛

أن ذكر الحصى وتسبيحه في كفه صلى الله عليه وسلم، وعودة الحصى والتراب في ذلك الكف بسر ﴿وَمَا رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ﴾ كمرامي تقذف في وجوه الأعداء وتهزمهم،

وجعل أصبع ذلك الكف القمر شقين بسر ﴿وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾

ونبعان الماء من بين أصابع تلك اليد العشرة وسقيها للجيش،

وكون تلك اليد شفاء لذوي العاهات والجروح؛

ليدل دلالة قاطعة على مدى بركة تلك اليد وكونها خارقة ومعجزة للقدرة الإلهية.

فكأنّ كف تلك اليد بين الأحباب زاوية ذكر سبحانية بحيث لو دخل الحصى فيه أيضاً لسبح الله وذكره.

وفي ساحة القتال هو مسلحة ربانية صغيرة بحيث لو دخله الحصى لعاد مرامي وقنابل. وهو كانه صيدلية رحمانية لذوي العاهات والأمراض بحيث لو لمس أي مريض لكان دواء له، وحينما تنهض تلك اليد بجلال لشقت القمر وأعطت له شكل قاب قوسين، وحينما تقود بالجمال لأجرت الماء الذي يشبه ماء الكوثر من حنفيات أصابعها العشرة.

فإذا كانت يد مثل هذا الذات فقط هكذا مظهراً لهذه المعجزت البديعة ومداراً لها.

أفلا يعلم بداهة مدى مقبولية ذلك الذات لدى خالق الكون، ومدى صدقه في دعواه، وكذا مدى سعادة من مدّ يد البيعة لتلك اليد الكريمة!.