الشام ولما وصلوا الى جوار كنيسة الراهب قعدوا هناك وكان الراهب الذي لا يختلط بالناس قد خرج وجعل يتخللهم حتى أخذ بيد رسول الله فقال: هذا سيد العالمين وسيكون نبياً، فقال له أشياخ من قريش: ما علمك؟ فقال: إنه لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجداً له ولا تسجد إلا لنبي. ثم قال: فلما أقبلتم كان عليكم غمامة فلما جلستم مالت إليه وظلته.[1]
فهذه ثمانية أمثلة.. ويمكن أن تبلغ ثمانين مثالاً وإذا ما وحدت هذه الأمثلة الثمانية صارت سلسلة قوية لا يمكن أن نفصمها أو تزحزحها أية شبهة. وهذا النوع من المعجزات أي كل من الجمادات يشكل دليلاً جازماً على إثبات دعوى النبوة وهو في حكم التواتر المعنوي. وكل مثال يستمد قوة إضافية من الهيئة المتحدة تفوق قوته الفردية. نعم، إن عماداً ضعيفاً لو أضيف إلى أعمدة قوية تتقوى ولو تجند رجل ضعيف ودخل في الجيش لتقوى بحيث يمكن له أن يتحدى ألف رجل. وكيف إذا كانت هذه الروايات صحيحة وقوية.
______________________
[1] - الترمذي، مناقب: 3 ، الحاكم، المستدرك: 2/616 ، علي القارئ، شرح الشفاء: 1/631