فإن قيل: إن الصحابة t اهتموا اهتماماً شديداً بجميع أحواله وحركاته r فلم رويت هذه المعجزة العظيمة بعشرين طريقاً وحده، ولم تروا على الأقل بمائة طريق. ولم أتى أكثر الروايات عن أنس وجابر وأبي هريرة؟ ولم يأت إلا القليل عن أبي بكر وعمر t
الجواب: إن جواب الشق الأول من السؤال قد مضى في الأساس الثالث من الإشارة الرابعة. وجواب الشق الثاني هو أنه كما أن أحداً إن احتاج إلى الدواء فالواجب عليه أن يذهب إلى الطبيب ويستشير به، وإن احتاج إلى الهندسة فالواجب عليه أن يذهب إلى المهندس، وإن احتاج إلى تعلم مسئلة شرعية فاللازم عليه أن يذهب إلى المفتي ويستفتيه. وهكذا.. فكذلك كانت مهمة بعض علماء الصحابة نشر الأحاديث ونقلها للعصور القادمة. لذلك كانوا يجدون بكل قواهم لهذه الغاية.
نعم، إن أبا هريرة t كرس جميع حياته لحفظ الأحاديث. واشتغل عمر t بالأمور السياسية وشؤون الخلافة الكبرى. فاعتمد على أمثال أبي هريرة وأنس وجابر، حتى يلقوا الأحاديث النبوية على الأمة المحمدية r وقلما أتت الرواية عن عمر (رض) وأيضاً بعدما روى الحديث أحد الصحابة الصادق المصدوق لا سيما إذا كان مشهوراً بذلك، فيكتفي بروايته ولا يحتاج لرواية غيره. لذلك رويت بعض الحوادث الهامة عن صحابيين أو ثلاثة من الصحابة فقط.