Kitaplar
رسالة المعجزات الأحمدية

 نكتة مهمة

فإن قيل: لم لم تشتهر تلك المعجزة الطعامية التي أشبعت من صاع من الطعام ألف رجل في غزوة الخندق، والمعجزة المائية التي أروت ألف رجل بما فار من أصابعه الشريفة، ولم تنقلا بطرق كثيرة مثلما اشتهرت معجزة حنين الجذع ونقلت. مع أن كلاً من تلك الجماعتين اللتين وقعتا فيها أكثر من جماعة معجزة حنين الجذع؟

قيل في الجواب عنه: إن المعجزات قسمان؛ أحدهما هو أنه يظهر على يد النبي r لتصديق دعوى النبوة وليكون حجة لها. فيزيد من إيمان المؤمنين ويلجئ أهل النفاق إلى الإخلاص والإيمان. ويسوق أهل الكفر والإنكار إلى حظيرة الإيمان. ومعجزة حنين الجذع هي من هذا القبيل. لذلك رآها العوام والخواص واعتنى بانتشارها أكثر من غيرها. أما المعجزة الطعامية والمعجزة المائية فكونهما كرامة اقوى من كونهما معجزة بل كونههما إكراماً أكثر من كونههما كرامة؛ بل كونههما قرىً رحمانياً أزيد من كونه إكرامًا، قدما حسب الحاجة التي دعت اليه. فإنهما وإن شكلا دليلاً لدعوى النبوة، وكانا معجزة لها، إلا أن الغاية هو أن الجيش الذي يبلغ قوامه زهاء ألف رجل، كان في حاجة ماسة إلى الطعام والشراب فأمدهم الحق سبحانه وتعالى من خزينة الغيب بأن أشبع من صاع من الطعام ألف رجل، كما يخلق من بذرة واحدة ألف رطل من التمر. وأروى زهاء ألف رجل أصابهم العطش بماء كماء الكوثر، أجراه من أصابع قائدهم. لذلك لم تصل درجة مثال المعجزة الطعامية والمائية إلى درجة معجزة حنين الجذع. إلا أن جنس هاتين المعجزتين ونوعهما بحسب الكلية متواتر تواتر حنين الجذع. وأيضاً، إن كل أحد لا يرى بركة الطعام وفوران الماء من الأصابع ولكنه يرى أثره. ولكن كل من كان هناك سمع بكاء الجذع، ولذلك ذاع واشتهر أكثر. 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125126127128129130131132133134135136137138139140141142143144145146147148149150151152153154155156157158159160161162163164165166167168169170171172173174175176177178179180181182183184185186187188189190191192
Fihrist
Lügat