وثبت بالنقل الصحيح أنه قال: «إن الدين لو كان منوطاً بالثريا لناله رجال من ابناء فارس»[1] مشيراً بذلك إلى أمثال الإمام ابي حنيفة الذين أنجبتهم الأمة الفارسة من العلماء والأولياء. وقال: «عالم قريش يملأ الأرض علماً»[2] مشيراً بذلك إلى الإمام الشافعي (رض) وقال: «ستفترق أمتي ثلاثاً وسبعين فرقة، الناجية واحدة منها». قيل من هم؟ قال: «ما أنا عليه وأصحابي»[3] فيفيد بذلك أنه ستفترق الأمة الإسلامية إلى ثلاثة وسبعين فرقة وأن الفرقة الناجية الكاملة هي فرقة أهل السنة والجماعة. وقال: «القدرية مجوس هذه الأمة»[4] فيشير بذلك إلى الطائفة القدرية التي تنكر القدر. والتي هي منقسمة إلى شعب كثيرة.. وكذا أخبر عن الروافض المنقسمين إلى فرق كثيرة..
وثبت بالنقل الصحيح القطعي أنه قال لعلي: t ما معناه: «إن مثلك مثل عيسى تكون سبباً لهلاك طائفتين من الناس؛ إحداهما من فرط المحبة، والأخرى من فرط العداوة»[5] كما أن النصارى أفرطوا في حب عيسى عليه السلام حتى تجاوزوا الحد المشروع، فقالوا: إنه ابن الله. واليهود أفرطوا في العداوة له، فأنكروا نبوته وكماله. وكذلك فريق من الناس سيفرطون في حبك ويتعدون الحد المشروع فيهلكون «لهم نبذ يقال لهم الرافضة»[6] وفريق منهم سيفرطون في العداء لك وهم الخوارج وبعض من الموالين للأمويين وهم الناصبة.
________________
[1] - انظر صحيح البخاري، تفسير: 62 ، صحيح مسلم، فضائل الصحابة: 230[2] - العجلوني، كشف الخفاء: 2/50[3] - انظر الترمذي، ايمان: 18 ، مسند الإمام أحمد: 2/332[4] - أبو داود، سنة: 16 ، مسند الإمام أحمد: 2/86 ، 5/407[5] - مسند الإمام أحمد: 1/160 ، الحاكم، المستدرك: 3/123[6] - الهيثمي، مجمع الزوائد: 10/22 ، مسند الإمام أحمد: 1/103