والطاووس في البحث عنهما، لابد أن يرفع عقل البشر رأسه عن النواة إلى الشجرة وينظر اليها ويوجه نظره من البيضة إلى الطاووس ويمعن فيه، حتى يقبل عقله الأوصاف التي يسمعها. وإلا فإذا قال: (اقتطفت ألف رطل تمر من نواة، وهذه البيضة سلطان الطيور في جو السماء) فستكون سبباً للتكذيب والإنكار. فحال الرسول الأكرم بالنظر إلى بشريته تشبه تلك النواة والبيضة. وماهيته التي تلمع بوظيفة الرسالة هي كشجرة (طوبى) وكطير الجنة (طير همايون) وهو لا يزال في ارتقاء وتصاعد مستمر. ولذا لابد لمن يتفكر في ذلك الذات الذي يتنازع مع أحد من أعراب البدو في وسط السوق أن ينظر بعين الخيال إلى ذلك الذات النوراني الذي ركب الرفرف وخلّف ورائه جبريل u وهرول سائراً إلى قاب قوسين!.. وإلا فيسيء الأدب، وستلجؤه نفسه الأمارة إلى الإنكار والجحود.