Kitaplar
رسالة المعجزات الأحمدية

الأساس الرابع: أن بعضاً من حوادث المستقبل التي أخبر بها الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام ليست حوادث جزئية، وإنما هي حوادث كلية متكررة أخبر بها في صورة جزئية. والحال أن لتلك الحادثة وجوها متعددة يبين في كل مرة وجهاً من تلك الوجوه. ثم بعد ذلك يوحد راوي الحديث بين تلك الوجوه، فيظهر وكأنه خلاف الواقع. مثلاً، هناك روايات مختلفة حول المهدي t والتفصيلات والتصويرات التي فيه متغايرة. مع أنه قد بينا في غصن من أغصان (المقالة الرابعة والعشرين) أن الرسول الأكرم عليه الصلوة والسلام أخبر مستنداً إلى الوحي عن المهدي t حتى يحافظ في كل عصر على معنويات المؤمنين وحتى لا تزج بهم الحوادث المدهشة في اليأس والقنوط. وليربط المؤمنين بآل بيته تلك السلسلة النورانية للعالم الإسلامي. وكما أنه يكون في آخر الزمان مهدي، كذلك قد وجد في كل عصر نوع مهدي بل مهديين من آل البيت. حتى إن المهدي العباسي المعدود من آل البيت قد جمع كثيراً من أوصاف المهدي الكبير.

وخلاصة القول: أن أوصاف الخلفاء والأقطاب المهديين الذين يتقدمون بعهدهم على المهدي الكبير اختلطت أوصافهم بأوصافه. لذلك كانت الروايات في حقه مختلفة ومتناقضة.

الأساس الخامس: أن الرسول الأكرم عليه الصلوة والسلام بسرّ ﴿لاَ يَعْلَمُ الْغَيْبَ اِلاَّ اللهُ﴾ كان لا يعلم الغيب من لدن نفسه وإنما علّمه الحق سبحانه وتعالى، فأخبر هو عنه. والحق سبحانه وتعالى حكيم ورحيم تقتضي حكمته ورحمته ستر أكثر الأمور الغيبية وبقائها خفية. حيث إن ما يؤلم الإنسان ويسيئه في الدنيا أكثر مما يسرّه فعلمه به قبل

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125126127128129130131132133134135136137138139140141142143144145146147148149150151152153154155156157158159160161162163164165166167168169170171172173174175176177178179180181182183184185186187188189190191192
Fihrist
Lügat