في ذلك الزمان وحكمة الحكماء والرؤساء الروحانيين التي كانت تعارضه وتعاديه وتنكر عليه لا يمكن لها أن تنال من يقينه واعتقاده واطمئنانه ووثوقه بشبهة وتردد وضعف ووسوسة واستفاضة الأصحاب والأولياء الذين يصعدون في المراتب المعنوية والإيمانية منه دائماً ورؤيتهم إياه في الدرجة العالية يدل على أن إيمانه أيضاً لا مثيل له ولا يمكن أصلاً أن يكذب صاحب هذه الشريعة والإسلامية التي لا مثيل لها. وهذه العبودية الخارقة والدعاء الفائق والدعوة العامة والإيمان المعجز كما لا يمكن أن يحتال على أحد. فأدرك السائح هذا وصدّقه.
البرهان الرابع: إن إجماع الأنبياء كما يشكل دليلاً قوياً على وجود الله تعالى ووحدانيته؛ كذلك هو شاهد صادق على رسالته، حيث إن الصفات القدسية والمعجزات والوظائف التي تدل على صدقهم وعلى أنهم أنبياء، توجد بأكملها فيه كما يصدق بذلك التاريخ. وإنهم أخبروا بلسان قالهم وبشروا الناس في التورة والإنجيل والزبور والصحف بأنه سيجيء.. وقد شرح في المكتوب التاسع عشر ما ينوف على أكثر من عشرين إشارة واضحة من إشارات تلك الكتب المقدسة شرحاً جميلاً واثبت هناك.. وإنهم يصدقون هذا الإنسان الذي هو أعلى شأناً وأكمل منهم في مسلكهم بلسان حالهم أي بنبوتهم ومعجزاتهم ويوقعون على دعواه.. وإنهم كما يشهدون بلسان قالهم وإجماعهم على الوحدانية كذلك يشهدون بلسان حالهم واتفاقهم على صدق هذا الذات فأدرك السائح هذا.
البرهان الخامس: إن وصول الآلاف من الأولياء إلى الحق والحقيقة والكمالات والكرامات والكشفيات والمشاهدات بدساتير ذلك