Kitaplar
رسالة المعجزات الأحمدية

 فإنه يقتضي أن يفتح الباب للعقل ولا يسلب منه الاختيار. فلو ترك الفاطر الحكيم معجزة انشقاق القمر بارزة مقدار ساعتين من الزمن بحيث يراها جميع الناس وتنقلها جميع كتب التاريخ كما يريد الفلاسفة، لم يكن حينذاك دليلاً لدعوى النبوة، ولم يكن لها أية علاقة بالرسالة الأحمدية عليه الصلاة والسلام كسائر الحوادث السماوية. أو لكانت معجزة بديهية بحيث تضطر بالناس إلى الإيمان والتصديق بالنبوة. فتساوي آنذاك أمثال أبي جهل ذوو الأرواح السوداء التي هي أشبه بالفحم، وأمثال أبي بكر الصديق ذوو الأرواح الصافية كألماس، ولارتفع سر التكليف من البين. لذلك جاء انشقاق القمر فجأة وفي حين غفلة من الليل.. وصار أمثال اختلاف المطالع والغمام حجاباً، لا يراه جميع الناس فلم تذكر في كتب التاريخ.

النقطة الرابعة: إن هذه الحادثة وقعت فجأة وفي حين غفلة من الليل. لذلك لم تر في كل مكان، ولو رآها بعض الأفراد لم يصدق عينه وإذا صدقها فلا ريب أن حادثة مثلها لا تذكر كتب التاريخ استناداً على خبر الواحد.

وما ذكره بعض الكتب من «أن القمر بعدما صار شقين نزل إلى الأرض» فقد رده أهل التحقيق وقالوا: إنه يمكن أنه يكون تقوّله أحد المنافقين حتى ينـزل بقيمة المعجزة الأحمدية الباهرة.

وأيضاً، إن ذلك الوقت كان وقت الغروب في (بريطانيا واسبانيا) اللتين كان الجهل عليهما سائداً، ونهاراً في (أمريكا)، وصباحاً في (الصين واليابان) وفي غيرها من البلدان كان غير ذلك مما يمنع الرؤية فلذلك لم ير. 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125126127128129130131132133134135136137138139140141142143144145146147148149150151152153154155156157158159160161162163164165166167168169170171172173174175176177178179180181182183184185186187188189190191192
Fihrist
Lügat