Kitaplar
رسالة المعجزات الأحمدية

 وأن لا يغير ما هو بديهي حسب ظاهر النظر حتى يكون سبباً في الوقوع في المغالطات.

مثلاً؛ يقول في شأن الشمس: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي﴾ ﴿وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا﴾ لأنه لا يبحث عن الشمس لأجل الشمس، بل يبحث عنها بسبب أنها زنبرك للانتظام ومركز للنظام، وهما مرآتان لمعرفة الصانع. نعم، يذكر بهذا التعبير: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي﴾ تصرفات القدرة المنتظمة في اختلاف الصيف والشتاء والليل والنهار، ويحس بذلك عظمة الصانع. وأياً ما كانت حقيقة الجريان فهو لا يؤثر في الانتظام المقصود المنسوج والمشهود.

ويقول: ﴿وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا﴾ يفيد بتعبير السراج أن العالم كقصر، وأن ما فيه من الأشياء زينة وأطعمة ولوازمات هيئت للإنسان وذوي الحياة، ويذكر بأن الشمس سراج مسخر فيفهم بذلك رحمة الخالق وإحسانه.

وانظر إلى هذه الفلسفة السفيهة المهذار تقول: إن الشمس كرة متأججة ناراً تجري وتدور حولها تلك السيارات التي تطايرت منها. جسمها كذا وماهيتها كذا وكذا. ولا تفيض شيئاً على الروح سوى أنه يورث دهشة موحشة وحيرة مدهشة، ولا تبحث عنها كما يبحث القرآن. وقس على هذا حتى تعرف أن المسائل الفلسفية مزخرفة، ظاهرها مطنطن، وباطنها خاو. فلا تغتر بظاهرها الخلاب وتَمْتَهِنَ بيان القرآن المعجز البيان، ذلك البيان البالغ غاية الإعجاز.

تنبيه: إن القطرات الست للرشحة الرابعة عشر من رسالة النور المكتوبة باللغة العربية[1] لا سيماً النكات الست للقطرة الرابعة قد بينت من وجوه إعجاز القرآن الأربعين خمسة عشر وجهاً، فلذلك اختصرنا هنا. فإن أردت فارجع إليها فترى خزينة المعجزات.

الباقي هو الباقي.

سعيد النورسي

 

_____________________________

 

[1] - ان هذه الرسالة مكتوبة في الكتاب المثنوي العربي في صحيفة 297 إلى 308

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125126127128129130131132133134135136137138139140141142143144145146147148149150151152153154155156157158159160161162163164165166167168169170171172173174175176177178179180181182183184185186187188189190191192
Fihrist
Lügat