Kitaplar
رسالة المعجزات الأحمدية

 يبدل الحياة الاجتماعية ويجيب على أسئلة مختلف الطبقات المكررة. لذلك لا بد للمؤسس من التكرار والتأكيد حتى يرسخ في الأذهان كما أنه لا بد للتأييد من التقرير والتحقيق والتكرير. وأيضاً، إنه يبحث عن مسائل عظيمة وحقائق دقيقة فلا بد من تكراره في صور كثيرة حتى يرسخ في قلوب الناس.

ومع هذا كله فإن التكرار إنما هو بحسب الصورة فقط. وأما من حيث الحقيقة فليس هناك تكرار، حيث إن لكل آية معاني كثيرة وفوائد وفيرة ووجوهاً وطبقات متنوعة تذكر في كل مقام لمعنى وفائدة ومقصد.

وكذا الإبهام والإجمال في بعض المسائل الكونية لمعة إعجاز يقتضيها الإرشاد. وليس سبباً للقصور ولا مداراً للتنقيد كما يتوهم أهل الإلحاد.

فإن قلت: لم لم يبحث القرآن الحكيم عن الموجودات كما تبحث الفلسفة عنها، فيجعل في بعض المسائل ويأتي في بعض منها بأسلوب سهل لطيف بحيث لا يزعج قلوب العوام ولا يثقل كاهلها؟.

فنقول في الجواب: إن الفلسفة ضلت طريق الحق، لذلك بحثت عما بحثت. وإنك قد علمت من الدروس والمقالات التي مرت بنا أن القرآن يبحث عن الكون حتى يعرّف ذات الله وصفاته وأسمائه. أي إنه يفسر معاني كتاب الكون حتى يعرف خالقه، بمعنى أنه ينظر إلى الموجودات لا لنفسها بل لخالقها ويخاطب العموم. أما علم الحكمة (الفلسفة) فهو ينظر إلى الموجودات لنفسها ويخاطب أهل الفن والفلسفة وحدهم. فإذا كان القرآن الحكيم يجعل الموجودات دليلاً وبرهاناً فلا بد من أن يكون واضحاً يفهمه كل أحد. وإذا كان القرآن المرشد يخاطب الناس جميعاًَ وأكثرهم عوام فيقتضي الإرشاد أن يجمل ما لا تدعو الحاجة إليه وأن يقرب إلى الأذهان ما هو دقيق وخفي بالإتيان بالأمثال

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125126127128129130131132133134135136137138139140141142143144145146147148149150151152153154155156157158159160161162163164165166167168169170171172173174175176177178179180181182183184185186187188189190191192
Fihrist
Lügat