Kitaplar
رسالة المعجزات الأحمدية

الإشارة الرابعة

إن الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام اخبر عن أمور غيبية لا تعد ولا تحصى. وذلك بتعليم من علام الغيوب. وقد أشرنا إلى أنواعها وأوضحناها بعض الإيضاح في (المقالة الخامسة والعشرين) التي تدور حول إعجاز القرآن، كما إننا فصلنا الأمور الغيبية المتعلقة بالزمان الماضي، والأنبياء السابقة، والحقائق الإلهية، والحقائق الكونية، والحقائق الأخروية، في تلك المقالة. فنحيلها عليها ولا نفتح بابها هنا. إلا أننا سنشير إلى بعض الأمثلة من الأمور الغيبية التي تتعلق بمستقبل الصحابة وآل بيته والحوادث التي ستعتري أمته من بعده. ولكي تفهم هذه الحقيقة بكاملها، سأذكر ستة أسس مقدمة لذلك.

الأساس الأول: أن كل حال من أحوال الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام وكل طور من أطواره وإن كانت شاهد صدق على صدقه ونبوته، إلا أنه لا يلزم أن يكون كل حال من أحواله وكل طور من أطواره خارقاً للعادة. لأن الحق سبحانه وتعالى بعثه على صورة البشر، حتى يكون رائداً في أحوالهم الاجتماعية وأعمالهم وحركاتهم التي تسبب السعادة في الدنيا والعقبى وإماماً لهم وحتى يظهر خوارق الصنعة الربانية وتصرف القدرة الإلهية خلال السنن الإلهية المعتادة التي كل منها في حد ذاتها معجزات القدرة الإلهية. ولو خرج في أفعاله عن طور البشرية وصار خارقاً للعادة، لما صار إماماً يحتذى به ولما كان قدوة في أفعاله وأحواله وأطواره، إلا أنه تتجلى فيه الخوارق حتى يثبت نبوته أمام المتعنتين ويظهر في بعض الأحيان حين الحاجة المعجزات، إلا أنها 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125126127128129130131132133134135136137138139140141142143144145146147148149150151152153154155156157158159160161162163164165166167168169170171172173174175176177178179180181182183184185186187188189190191192
Fihrist
Lügat