يا رفيقي الخيالي! يكفي بنا هذا المسير فلنرجع الى الوراء وإلا لو بقينا مائة سنة في هذه الجزيرة العربية لما أحطنا بإجراءاته الغريبة ووظائفه العجيبة حتى ولا بنسبة واحد من المائة ولا شبعنا من التفرج عليها.
وتعال الآن فلننظر إلى كل عصر من العصور التي نمر بها في طريق عودتنا إلى الوراء كيف أزهر كل عصر بما استفاض من تلك الشمس شمس الهداية وأثمر الملايين الذين تنوروا بنور الهداية من أبي حنيفة والشافعي وأبي يزيد البسطامي والشيخ عبد القادر الجيلاني ومحمد البخاري النقشبندي والإمام الغزالي والإمام الرباني وأمثالهم، ونترك تفصيل ما رأيناه الى وقت آخر، ونأتي بصلاة تشير الى معجزات ذلك الذات المعجز ذي الهداية:
عَلَى مَنْ اُنْزِلَ عَلَيْهِ الْفُرْقَانُ الْحَكِيمُ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنَ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ اَلْفُ اَلْفِ صَلاَةٍ وَاَلْفُ اَلْفِ سَلاَمٍ بِعَدَدِ حَسَنَاتِ اُمَّتِهِ عَلَى مَنْ بَشَّرَ بِرِسَالَتِهِ التَّوْرَاةُ وَاْلاِنْجِيلُ وَالزَّبُورُ وَبَشَّرَ بِنُبُوَّتِهِ اِلاِرْهَاصَاتُ وَهَوَاتِفُ الْجِنِّ وَاَوْلِيَاءُ اْلاِنْسِ وَكَوَاهِنِ الْبَشَرِ، وَانْشَقَّ بِاِشَارَتِهِ الْقَمَرُ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، اَلُفُ اَلْفِ صَلاَةٍ وَسَلاَمٍ بِعَدَدِ اَنْفَاسِ اُمَّتِهِ عَلَى مَنْ جَائَتْ لِدَعْوَتِهِ الشَّجَرُ وَنَزَلَ سُرْعَةً بِدُعَائِهِ الْمَطَرُ وَاَظَلَّتْهُ الْغَمَامَةُ مِنَ الْحَرِّ وَشَبَعَ مِنْ صَاعٍ مِنْ طَعَامِهِ مِآتٌ مِنَ الْبَشَرِ وَنَبَعَ الْمَاءُ مِنْ بَيْنِ اَصَابِعِهِ ثَلاَثُ مَرَّاتٍ كَالْكَوْثَرِ وَاَنْطَقَ اللهُ لَهُ الضَّبَّ وَالظَّبْيَ وَالْجِذْعَ وَالذِّرَاعَ وَالْجَمَلَ وَالْجَبَلَ وَالْحَجَرَ وَالْمَدَرَ صَاحِبِ الْمِعْرَاجِ وَمَا زَاغَ الْبَصَرُ سَيِّدِنَا وَشَفِيعِنَا مُحَمَّدٍ، اَلْفُ اَلْفِ صَلاَةٍ وَسَلاَمٍ بِِعَدَدِ كُلِّ الْحُرُوفِ الْمُتَشَكِّلَةِ فِي الْكَلِمَاتِ، الْمُتَمَثِّلَةِ بِاِذْنِ الرَّحْمَنِ فِي مَرَايَا تَمَوُّجَاتِ الْهَوَاءِ عِنْدَ قِرَائَةِ كُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ مِنْ كُلِ قَارِئٍ مِنْ اَوَّلِ النُّزُولِ اِلَى آخِرِ الزَّمَانِ وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا يَا اِلَهَنَا بِكُلِّ صَلاَةٍِ مِنْهَا. آمين