Kitaplar
رسالة المعجزات الأحمدية

 كذلك هو برهان قاطع ودليل ساطع على الحشر والسعادة الأبدية. بل كما أنه بهدايته سبب لحصول السعادة الأبدية والوصول إليها فكذلك أنه بدعائه وابتهاله سبب لوجود السعادة الأبدية وإيجادها.

ونعود نكرر السرّ الذي ذكرناه في الحشر بمناسبة المقام:

انظر الى ذلك الرسول كيف يدعو إلى السعادة الأبدية في أكبر صلاة وأسمى عبادة كأن تلك الجزيرة بل وسطح الأرض برمّته تصلي بصلاته العظمى وتبتهل إلى الله تعالى بابتهاله.

وكذا انظر كيف يدعو في جماعة عظمى ويبتهل فيها إلى الله تعالى كأن الذين تنوروا بنور الإيمان من لدن آدم إلى عصرنا هذا إلى يوم القيامة اقتدوا به ويؤمنون لدعائه.

وكذا يدعو هذا الرسول الكريم لحاجة ماسّة -هي البقاء والخلود- لذلك تتداعى له سكان السموات وجميع الموجودات بله سكان الأرض وتبتهل معه قائلة بلسان حالها: «نعم، يا ربنا استجب دعائه وتقبله فنحن أيضاً نريد ما يريده».

وانظر كيف يطلب السعادة الباقية بحزن وتودد وعشق حتى إنه بفعله هذا يبكي الكون ويجعله عوناً في دعائه ويطلب السعادة الباقية والخلود حتى ينقذ الإنسان وجميع الخلق من حضيض الفناء والعدم والعبث، ويعلو بهم إلى مستوى البقاء والقيمة إلى مستوى يكون فيه مرآة الحق، وأسمائه تطلب هذا وتلك بكمال الذلة والخضوع، وتتضرع بكل معاني التودد والترحم حتى كأنه يسمع سكان السموات والعرش وجميع الموجودات فيهتزون عشقاً وشوقاً ويؤمنون لدعائه، ويطلبون السعادة والبقاء من قدير سميع كريم ومن عليم بصير رحيم يرى اخفى الحيوانات 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125126127128129130131132133134135136137138139140141142143144145146147148149150151152153154155156157158159160161162163164165166167168169170171172173174175176177178179180181182183184185186187188189190191192
Fihrist
Lügat