Kitaplar
رسالة المعجزات الأحمدية

 الأساس الثاني: إن ذلك الدليل الصادق المصدق هو سيد الأنبياء ورئيسهم حيث إن له ألوف المعجزات التي تفوق معجزات سائر الأنبياء وشريعة لا يعتريها نسخ أو تبديل. وإن دعوته عامة وشاملة للإنس والجن. فإذا هو جامع لسرّ معجزات جميع الأنبياء واتفاقهم، فقوة إجماع الأنبياء وشهادة معجزاتهم تشكل نقطة استناد على صدقة وحقانيته. وهو كذلك سلطان وأستاذ جميع الأولياء والأصفياء الذين وصلوا إلى درجة الكمال بتربيته وإرشاده ونور شريعته فهو إذاً جامع لسرّ كراماتهم وتصديقهم بالإجماع وقوة تحقيقهم، حيث إنهم ذهبوا في الطريق الذي سنّه لهم فرأوا الحقيقة. فكراماتهم ودراساتهم وإجماعهم تدل على أن أستاذهم الطاهر صادق ومحق في دعواه. وإن برهان الوحدانية ذاك له دلائل النبوة بلا ريب والإرهاصات الخارقة والمعجزات الباهرة يقينية وقطعية -كما رؤيت في الإشارات السابقة- ويصدق ذلك الذات بحيث لو اتفق جميع ما في الكون لا يمكن أن يبطل تصديقها.

الأساس الثالث: إن لدلاّل الوحدانية وبشير السعادة الأبدية صاحب تلك المعجزات الباهرة في ذاته المباركة من الأخلاق العالية، وفي وظيفة رسالته من السجايا السامية وفي شريعته التي بلغها ودينه الذي أتى به من الخصال القيمة ما يضطر به العدوّ الألدّ إلى تصديقه ولا يرى سبيلاً إلى إنكاره. فإذا كان في ذاته ووظيفته ودينه هذه الأخلاق العالية الحسنة، وهذه السجايا السامية السابقة، وهذه الخصال القيمة والمقبولة فلا ريب أنه مثال لكمال الموجودات وللأخلاق العالية وممثل وتمثال وأستاذ لها. فهي تدل على أنه محق وصادق في دعواه تدل دلالة قاطعة بحيث لا يعتريها أي شبهة. 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125126127128129130131132133134135136137138139140141142143144145146147148149150151152153154155156157158159160161162163164165166167168169170171172173174175176177178179180181182183184185186187188189190191192
Fihrist
Lügat