Kitaplar
رسالة المعجزات الأحمدية

 . وذلك بشهادة ما هي عبارة من الحقائق الإسلامية وما أبدته من أساسات الشريعة والكمالات العالية. وهو موصل إلى سعادة الدارين، يسوق الناس اليها. ومن له في ذلك أية شبهة فليقرأ القرآن ولو مرة واحدة وليستمع إليه فيعرف ما يقول. وإن ما أعطاه القرآن من الثمار هي تامة حية، وهي تدل على أن أصول الشجرة القرآنية ثابتة، فإن حياة الثمر تدل على حياة الشجر. فانظر كيف أعطى هذا القدر من الأصفياء والأولياء الكاملين الأحياء في كل عصر. وهو مقبول الملك والإنس والجن بالحدس الصادق من تفاريق الأمارات. فإذا ما قرئ القرآن يجتمعون حوله بكل عشق واشتياق كالفراش.

وإن القرآن كما هو وحي كذلك مؤيد بالدلائل العقلية باتفاق العقلاء الكاملين وفي مقدمتهم علماء علم الكلام ودهاة علم الفلسفة أمثال ابن سينا وابن رشد، حيث أثبتوا الأسس القرآنية بقواعدها ودلائلها. وإن الفطرة السليمة تصدقه إذا لم يعتريها أي مرض أو يصبها أي خلل. حيث إن اطمئنان الوجدان واستراحة القلب يتحقق بأنواره فتصدقه الفطرة بشهادة إطمئنان الوجدان.

نعم، إن الفطرة تقول بلسان حالها القرآن: «إن كمالنا لا يمكن أن يتحقق إلا بك» وقد بينا هذه الحقيقة في مواضع شتى من رسائل النور. وإن القرآن معجزة أبداً ودائماً بالمشاهدة والبداهة تبدي إعجازها في كل زمان ولا تنطفىء كسائر المعجزات في أي زمان ولم يمض وقتها.

وإن منـزلة إرشاد القرآن واسعة منبسطة يستمع إلى درسه الذي يلقيه جبرائيل الأمين مع الصبي منكباً إلى منكب يأخذ كل حصته. كما يقرأه الفيلسوف الداهي أمثال ابن سينا والعامي. حتى إنه في بعض الأحيان يستفيد العامي بقوة إيمانه وصفوته أكثر مما يستفيده ابن سينا. 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125126127128129130131132133134135136137138139140141142143144145146147148149150151152153154155156157158159160161162163164165166167168169170171172173174175176177178179180181182183184185186187188189190191192
Fihrist
Lügat