وفي الباب الثالث والثلاثين من الكتاب الخامس من التوراة هذه الآية: «إن الله تعالى أقبل من طور سيناء طالعاً لنا عن جبل ساعير، وتجلّى في جبال فاران».[1]

فكما تفيد هذه الآية بقول: «إقبال الحق» من سينا نبوة موسى وبقول: «واشراقه في ساعير» نبوة عيسى عليهما السلام. فكذلك تفيد بقول: «ظهور الحق في جبال فاران» ظهور الرسالة الأحمدية في مكة. لأن جبال فاران هي جبال مكة.

ويصدق الحكم الذي جاء به آخر سورة الفتح: ﴿ذَلِكَ مَثَلَهُمْ فِى التَّوْرَاةِ..﴾ هذه الآية المذكورة في التوراة التي تصف أصحاب النبي الذي ظهر من جبال فاران وهي: (أن الوية القدسيين معه وفي يمينه).[2]

 وفي الباب الثاني والأربعين من كتاب النبي اشعيا هذه الآية: «إن الحق سبحانه سيبعث صفيه في آخر الزمان وسيرسل إليه الروح الأمين وهو جبرائيل يعلمه ثم بعد ذلك يعلم الناس كما علمه جبرائيل، ويحكم بين الناس بالحق وهو نور سيخرج الناس من الظلمات إلى النور.. وقد علمني ربي ما سيقع فأقول لكم». فهذه الآية تبين أوصاف نبي آخر الزمان محمد r بأسلوب واضح.

وفي الباب الرابع من كتاب النبي ميخائيل هذه الآية: «سيكون في آخر الزمان أمة مرحومة تعبد الحق وتؤثر الجبل المقدس، ويحتمع إليه خلق كثير هناك من كل قطر تعبد الرب الواحد ولا تشرك به».

________________________

[1]  - التوراة، سفر التثنية، الاصحام: 33[2]  - التوراة، سفر التثنية، الاصحاح: 33