وممن أسلم من علماء النصارى بحيراء الراهب المشهور وذلك أنه r لما ذهب مع عمه أبي طالب للشام وهو ابن اثني عشر سنة صنع بحيرا لقافلة قريش طعاماً إكراماً للنبي r فأجابوا دعوته ولكن نظر فرأى غمامة تظل المكان الذي كانت فيه القافلة. فقال: إن الذي أريده ما زال هناك باقياً فأرسل ورائه من يأتي به فقال لعمه أبي طالب عد به الى مكة واحترس عليه من حساد اليهود فإنا نجد أوصافه في التوراة وإنهم سيكيدون به.[1]
وإن نسطور الحبشة ومليكها لما رأيا أوصاف النبي r في كتابهم آمنا معاً.[2]
وإن أحد علماء النصارى الموسوم بضغاطر رأى أوصاف النبي r فأعلنها بين الروم فاستشهد.[3] وإن حارث بن أبي شمر الغساني ورئيس الروحانيين للشام ومليكها أي صاحب ايليا وهرقل وابن الناطور والجارود أيضاً رأوا أوصاف النبي r في كتبهم فآمنوا به[4] إلا أن هرقل لم يبد إيمانه حرصاً على الحكم والسلطنة.[5]
_________________________
[1] - الترمذي، مناقب: 3 ، الحاكم، المستدرك: 2/615-616 ، ابن هشام، السيرة: 1-2/181-183[2] - القاضي عياض، الشفاء: 1/319-320 ، علي القارئ، شرح الشفاء: 1/744[3] - ابن حجر، الاصابة: 2/216 ، ابن الأثير، أسد الغابة: 3/55-56 ، علي القارئ، شرح الشفاء: 1/744[4] - أبو نعيم، دلائل النبوة: 1/101 ، القاضي عياض، الشفاء: 1/319-320[5] - صحيح البخاري، بدئ الوحي: 6 ، ابن الأثير، أسد الغابة:3/56