وقد اتضح من أول هذه الرسالة إلى هنا أن كل نوع من أنواع الكائنات وكل عالم منها يعرف النبي r وبينهما ارتباط تظهر معجزاته في كل نوع منه فهو مبعوث رب العالمين ورسوله لكن باعتبار كونه خالق الكون وربهم.
نعم، كما أن كل دائرة تعرف مأمور الملك الكبير ومفتشه، فإذا ما دخل أية دائرة من الدوائر فسيلقى هناك ترحاباً حاراً، ولو كان مفتشاً لداوائر العدل وحدها ولم يكن علاقة بسواها لم يعرفه غيره، أو إذا كان مفتشاً لداوائر الجيش لم تعرفه دوائر الملك. وبما أنه رسول الله r تعرفه جميع دوائر السلطنة الإلهية من الذباب والعنكبوت الى الملائكة فإذا هو خاتم الأنبياء ورسول رب العالمين وسيد المرسلين، رسالته عامة لا تختص أمة دون أمة.