السادس: ويروى أن شيبة بن عثمان الحجبي أدرك يوم أحد أو يوم حنين وكان حمزة قد قتل أباه وعمه فقال: اليوم أدرك ثأري من محمد؛ فلما اختلط الناس أتاه من خلفه ورفع سيفه ليصبه عليه قال: فلما دنوت منه ارتفع الى شواظ من نار أسرع من البرق، فوليت هارباً وأحس بي النبي r فدعاني فوضع يده على صدري وهو أبغض الخلق فما رفعها إلا وهو أحب الخلق الي، وقال لي: إذن فقاتل فتقدمت أمامه أضرب بسيفي وأقيد بنفسي ولو لقيت أبي تلك الساعة لأوقعت به دونه.[1]
وعن فضالة بن عمرو قال: أردت قتل النبي r عام الفتح وهو يطوف بالبيت فلما دنوت منه قال: ما كنت تحدث به نفسك؟ قلت: لا شيء، فتبسم واستغفر لي ووضع يده على صدري فسكن قلبي. فوالله ما رفعها حتى ما خلق الله شيئاً أحب إلي منه.[2]
السابع: روي بالنقل الصحيح أن اليهود تآمروا بقتله بإلقاء صخرة عليه في مكانه الذي يقعد فيه، فقام من مكانه فجأة بحفظ الله ورعايته، ونجا من الجريمة التي بيتوها له.[3]
وهناك حوادث أخرى تشبه هذه الحوادث السبع التي ذكرناها.
وقد روى البخاري ومسلم وسائر أئمة الحديث عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت بعد ما نزلت آية ﴿وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ قال النبي r لمن كانوا يحرسونه في بعض الأحيان: «يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني رب عز وجل».[4]
______________________
[1] - الواقدي، مغازي: 3/909 ، الهيثمي، مجمع الزوائد: 6/184[2] - ابن هشام، السيرة: 3-4/ 417 ، القاضي عياض، الشفاء:1/309[3] - البيهقي، دلائل النبوة: 3/180 ، القاضي عياض، الشفاء: 1/308[4] - الترمذي، تفسير القرآن: 5/4 ، الحاكم، المستدرك: 2/313