فلما أراد أن يطرحها عليه لزقت ويبست يداه إلى عنقه، فلما قضى صلاته انطلقت يداه، أو بدعاء من النبي r.[1]
وأيضاً، أن رجلاً من بني المغيرة من قبيلة أبي جهل -وهو الوليد بن المغيرة- أخذ صخرة ليطرحها على النبي r وهو ساجد فلما ذهب طمس الله على بصره فلم ير النبي r في المسجد الحرام وسمع قوله فرجع إلى أصحابه فلم يرهم حتى نادوه فلما خرج النبي r أبصر ما حوله.[2]
وروي عن أبي بكر الصديق t أنه بعدما نزلت سورة (تبت يدا أبي لهب) أتت امرأة أبي لهب أم جميل الملقبة بحمالة الحطب رسول الله r وهو جالس في المسجد ومعه أبو بكر وفي يدها فهر من حجارة، فلما وقفت عليهما لم تر إلا أبا بكر وأخذ الله تعالى ببصرها عن نبيه r فقالت: يا أبا بكر! أين صاحبك؟ فقد بلغني أنه يهجوني، والله لو وجدته لضربت بهذا الفهر فاه. فهي وإن كانت عنده لم تره.[3] فلا شك أن الله يرعاه بحفظه ورعايته، ولا يمكن أن تراه هذه المرأة التي هي حطابة جهنم.
الخامس: يروى أن عامر بن الطفيل وأربد بن قيس وفدا على النبي r وكان عامر قد قال له: أنا أشغل عنك وجه محمد فاضربه أنت، فلم يره فعل شيئاً، فلما كلمه في ذلك قال له: والله ما هممت أن أضربه إلا وجدتك بيني وبينه أفأضربك؟[4]
________________
[1] - انظر صحيح مسلم، صفات المنافقين: 38 ، المسند: 1/248 ، ابن هشام، السيرة: 1/311[2] - البيهقي، دلائل النبوة: 2/197 ، القاضي عياض، الشفاء: 1/307[3] - الحاكم، المستدرك: 2/361 ، الهيثمي، مجمع الزوائد: 7/144 ، السيوطي، الخصائص الكبرى: 98[4] - ابن هشام، السيرة: 3-4/568 ، البيهقي، دلائل النبوة: 5/318-319