الأول: روى رجال السير والحديث أنه اجتمعت قريش على قتل النبي r ولكي لا يقع النـزاع بينهم جاءهم إبليس في هيئة شيخ، فقال: خذوا من كل قبيلة فتى فسار ما يناهز مائتي رجل تحت قيادة أبي جهل وأبي لهب إلى بيت النبي r وكان عند النبي r علي t فقال له: نم الليلة على فراشي. فانتظر النبي r إلى أن جائت قريش وأحاطوا ببيته فخرج عليهم وأخذ حفنة من تراب في يده فجعل ينثر ذلك التراب على رؤوسهم، وقد ضرب الله على أبصارهم.[1] وفي غار ثور حمته عن رؤيتهم حمامتان وعنكبوت.[2]
الثاني: من الحوادث التي لا شك فيها هذه الحادثة وهي أن النبي r وأبا بكر لما نحيا نحو المدينة بعث قريش رجلاً شجاعاً اسمه سراقة وجعلت له الجعائل حتى يتبع محمداً وأبا بكر ويقتلهما. حتى إذا قرب منهما دعا عليه النبي r فساخت قوائم فرسه فخر عنها. ثم قام وركب ودنا.. حتى سمع قرائة النبي r وهو لا يلتفت وأبو بكر يلتفت، وقال للنبي r: أتانا، فقال: «لا تحزن إن الله معنا» (التوبة: 40) فساخت ثانية إلى ركبتيها وخر عنها فزجرها فنهضت ولقوائمها مثل الدخان. فعلم آنذاك بأنه ليس في وسعه ولا وسع غيره أن يلحقه بسوء فناداهما بالأمان، فكتب له النبي r أماناً فأمره النبي r ألا يترك أحداً يلحق بهم.[3]
_____________________
[1] - المسند: 1/347 ، ابن هشام، السيرة: 1-2/480-483 ، البيهقي، دلائل النبوة: 2/467-470[2] - الهيثمي، مجمع الزوائد: 6/52-53 ، ابن كثير، البداية والنهاية: 3/181-182[3] - صحيح البخاري، فضائل: 2 ، صحيح مسلم، زهد: 75 ، العسقلاني، المطالب العالية: 4/208-209